أختي ( أميرة ديرتها )
قد نبهت الأخت ( ملاذ ) إلى أسلوب صحيح
في التعامل مع مثل هذه الحالات .. وكذلك الأخت ( وردة )
وقد يكون هذا هو الحل ... فالرجل قد ينشغل فكرياً وجسدياً بعمله
من أجل توفير متطلبات الأسرة ..ظناً منه أنه يعبر عن حبه
وحنانه بهذه الطريقة ويكفي .. بعيداً عن الكلام المعسول
والرمنسية التي نعرفها في الشعر والأفلام العاطفية ...
فإذا قامت الزوجة بالدور الذي إشارت إليه
الأخت ( ملاذ ) ونوعت في أسلوبها كما ذكرت ( وردة ) فقد يأتي
بنتيجة .. على الأقل راح تكتشفين ..هل هذا طبع .. أم إنشغال ..وعدم
تنبه لمثل هذه الأمور الهامة في الحياة .. وكما قال الأخ ( زارع البسمة)
الرجال يختلفون في الصفات ، ما بين القاسي بطبعه .. والحنون
بطبعه ..
وإذا لزم الأمر صارحيه بما تفتقدينه فيه ودليه على الطريق ..عسى أن
يتبدل الحال ..وإلا فابحثي عن إيجابيات أخرى قد توجد في زوجك ..
ولكنك لا تدركينها .. ربما تجدين فيها العوض عن بعض السلبيات ..
((ملاحظة : الخطاب موجة لصاحبة المشكلة وليس
للأخت - أميرة ديرتها- )) . فالواضح أنها تنقل مشكلة
عامة ،وظاهرة موجودة ...
وأحب أن أنبه إلى أمر أراه جديراً بالذكر هنا .. وهو أن بعض
النساء يبالغن في لوم الزوج إذا لم يشبعها غزلاً وامتداحاً لجمالها
وقد تتبرم كثيراً وتتشكى في المجالس حتى يظن السامع أنها تعيش
مع سفاح ... يجب أن ندرك أن الحياة والواقع ليست ( مهند ولميس )
ولا أفلام هندية رمنسية ...
الحياة بين الزوجين أوسع من ذلك بكثير وقد لا نستطيع وصف ذلك ..
لكن علينا أن نتدبر قوله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم
أزواجاً لتسكنوا إليها , وجعل بينكم مودة ً ورحمة ً، إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون "
فالمودة والرحمة موجودة بين الزوجين في الأصل .. لكن أخشى
أن بعض النساء بعيدة كل البعد عن هذا المفهوم ... فقد تكون
المشكلة عند الزوجة ..عندما تعيش أوهام المسلسلات والأفلام
وقد تعقد مقارنة بين زوجها الطيب .. وبين من هو أكثر جاذبية ..
والشيطان شاطر زي ما يقولون .. يعرف كيف يزين للإنسان عمله ..
لأن مفهوم هذا الكلام ( عندما يغيب الحنان الزوجي تبحث الزوجة على من يحن عليها لتشبع ذلك النقص لديها الذي لا يمنحها إياه الرجل
يكتشف أنها بحثت عنه في مكان آخر ويحدث شي ما كان بالحسبان )
يدل على تطلعات خطيرة تكشف حقيقة الزوجة ومدى تربيتها ودينها..
فالمرأة الصالحة مستحيل أن تفكر في أمر كهذا مجرد تفكير .. مهما
كان زوجها ...
والإنسان ضعيف بطبعه ويتأثر .. فمثلاً لو أن الرجل صادف فتاة
أشبعته كلاماً معسولاً وحباً وهياماً ..سواء كانت صادقة أو كاذبة ..
حينها سيرى زوجته كلها عيوباً .. حتى وإن لم يكن فيها عيب ..
كذلك الفتاة لو سمحت لنفسها إما عن طريق النت أو الإدمان على
مشاهدة المسلسلات الرمنسية ..قد ترى زوجها كله عيوب ..
علينا أولا إصلاح أنفسنا من الداخل ونعيش الواقع بمنطق
وتوازن..فقد نرى بعد ذلك أقرب الناس إلينا
بصورة أفضل ....
دمتم بحفظ الله ..
|