======== 31 ========
القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي .
و رائدها الناصح .
و أنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها .
و أن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأٍرض ، و ناط بها هذا الدور العظيم بعد أن أعدها له بهذا القرآن الكريم ..
و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي الباقي بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه و سلم –
لقيادة أجيال هذه الأمة و تربيتها ..
وإعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به ، كلما اهتدت بهديه ، و استمسكت بعهدها معه ، و استمدت منهج حياتها كله من هذا القرآن ، و استعزت به و استعلت على جميع المناهج الأرضية .
و هي بصفتها هذه مناهج الجاهلية .
======== 32 ========
إن القرآن ليس كتاباً للتلاوة و لا للثقافة .. و كفى ..
إنما هو رصيد من الحيوية الدافعة ..
و إيحاء متجدد في المواقف و الحوادث ..
و نصوصه مهيأة للعمل في كل لحظة متى وجد القلب الذي يتعاطف معه و يتجاوب ، و وجد الظرف الذي يطلق الطاقة المكنونة في تلك النصوص ذات السر العجيب .
و إن الإنسان ليقرأ النص القرآني مئات المرات ثم يقف الموقف أو يواجه الحادث فإذا النص القرآني جديد ، يوحي إليه بما لم يوح من قبل قط ..
و يجيب على السؤال الحائر ، و يفتي في المشكلة المعقدة و يكشف الطريق الخافي ، و يرسم الاتجاه القاصد ..
و يفيء بالقلب إلى اليقين الجازم في الأمر الذي يواجهه ، و إلى الاطمئنان العميق .
و ليس ذلك لغير القرآن في قديم و لا حديث .
|