فضل التسمية والبسملة
بسم الله - بسم الله الرحمن الرحيم
ندب الشارع إلى التسمية عند كل فعل كالأكل والشرب والنحر والجماع والوضوء والدخول والخروج إلى غير ذلك من الأفعال. قال ابن السكيت: بَسْمَلَ الرجل، إذا قال بِسْمِ الله. يقال: قد أكثرت من البَسْمَلَةِ، أي من قول بِسْمِ الله. الصحاح في اللغة ، وفي معجم لغة الفقهاء البسملة قول ً بسم الله الرحمن الرحيم .
يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في أحْكَـام ُالهَـدْيِ والأضَاحِي هناك فرق بين قولنا التسمية والبسملة، البسملة هو منحوت من بسم الله الرحمن الرحيم، أما التسمية هو قول بسم الله.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: آية في سورة الفاتحة على خلاف بين أهل العلم ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله رب العالمين سبع آيات : بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم الكتاب ، وفاتحة الكتاب. البيهقى (2/376 ، رقم 3771) . والطبرانى فى الأوسط (5/208 ، رقم 5102) .
وجزء من آية في سورة النمل"إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)" .
التسمية : يقول الله تعالى: " ولَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) ".[الأنعام].إن التسمية واجبة؛ باسم الله وجوبا يعني: واجبة، لفظة بسم الله واجبة لا يتهاون بها، وأما كلمة: الله أكبر، فهي مستحبة ليست واجبة فإنما يقولها استحبابا، ولا يقول: بسم الله الرحمن الرحيم؛ لأن المقام ليس مقام رحمة. ما دام أنه مقام ذبح لهذا الحيوان ، فلا يناسب الرحمن الرحيم." شرح الروض المربع الشيخ ابن جبرين"
ويقول سبحانه :" وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)" [هود].
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى ، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل : بسم الله أوله وآخره » . رواه أبو داود ( 3767 ) ، وابن ماجه ( 3264 ) .
ويقول صلى الله عليه وسلم « مَنْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِى لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِىَ ».رواه أبو داود
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا خرج الرجل من بيته ، فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة بالله ، قال : يقال حينئذ : هديت وكفيت ووقيت ، فيتنحى عنه الشيطان ، فيقول شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي » . رواه أبو داود ( 5095 ) ، والترمذي ( 3426 ) .
وعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ أَوْ قَالَ جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا). صحيح البخاري
ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرُّهُ. صحيح البخاري
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر بن أبي سلمة: يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ . رواه البخاري
وفي الحديث يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لاَ يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ».صحيح مسلم
و عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِى جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِى تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلاَثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ». صحيح مسلم
وروى ابن ماجة والترمذي عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ , إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ : بِسْمِ اللَّهِ.
والأحاديث التي يذكر فيها الحث على البسملة أكثر من أن تحصى .
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ