عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2020, 09:19 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الدنيا : مزرعة الآخرة



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .


===================================

======== {و قالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين } الأنعام .

فالدنيا – في التصور الإسلامي – هي مزرعة الآخرة .

و الجهاد في الحياة الدنيا لإصلاح هذه الدنيا ، و رفع الشر و الفساد عنها ، و رد الاعتداء عن سلطان الله فيها ، و دفع الطواغيت و تحقيق العدل و الخير للناس جميعا ..

كل أولئك هو زاد الآخرة ، و هو الذي يفتح للمجاهدين أبواب الجنة ، و يعوضهم عما فقدوا في صراع الباطل ، و ما أصابهم من الأذى .



======== فكيف يتفق لعقيدة هذه تصوراتها أن يدع أهلها الحياة الدنيا تركد و تأسن ، أو تفسد و تختل ، أو يشيع فيها الظلم و الطغيان ، أو تتخلف في الصلاح و العمران ..

و هم يرجون الآخرة ، و ينتظرون فيها الجزاء من الله .



======== إن الناس إذا كانوا في فترات من الزمان يعيشون سلبيين ، و يدعون الفساد و الشر و الطغيان و التخلف و الجهالة تغمر حياتهم الدنيا – مع ادعائهم الإسلام – فإنهم هم يصنعون ذلك لأن تصورهم للإسلام قد فسد و انحرف ..

و لأن يقينهم في الآخرة قد تزعزع و ضعف ..

لا لأنهم يدينون بحقيقة هذا الدين ، و يستيقنون من لقاء الله في الآخرة .

فما يستيقن أحد من لقاء الله في الآخرة ، و هو يعي حقيقة هذا الدين ، ثم يعيش في هذه الحياة سلبياً ، أو متخلفاً ، أو راضياً بالشر و الفساد و الطغيان .



======== و يجب على المسلم أن يجاهد لترقية هذه الحياة و تسخير طاقاتها و قواها و هو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها .

و يكافح الشر و الفساد و الظلم محتملاً الأذى و التضحية حتى الشهادة و هو إنما يقدم لنفسه في الآخرة ..

إنه يعلم من دينه أن الدنيا مزرعة الآخرة ، و أن ليس هنالك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا ..

و أن الدنيا صغيرة زهيدة و لكنها من نعمة الله التي يجتاز منها إلى نعمة الله الكبرى .

من أجل ذلك كله لا تستقيم الحياة الإسلامية بدون يقين في الآخرة .


 


رد مع اقتباس