و استعينوا بالصبر و الصلاة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
=========================================== { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة . إن الله مع الصابرين } البقرة .
يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيراً ، ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع و الدوافع ، والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات و العقبات . و الذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة الأعصاب ، مجندة القوى يقظة للمداخل و المخارج .
======== و لا بد من الصبر في هذا كله .. لا بد من الصبر على الطاعات ، و الصبر عن المعاصي ، و الصبر على جهاد المشاقين لله ، و الصبر على الكيد بشتى صنوفه ، و الصبر على بطء النصر ، و الصبر على بعد الشقة ، و الصبر على انتفاش الباطل ، و الصبر على طول الطريق الشائك ، و الصبر على التواء النفوس و ضلال القلوب و ثقلة العناد و مضاضة الإعراض .
======== و حين يطول الأمد ، و يشق الجهد ، قد يضعف الصبر أو ينفد ، إذا لم يكن هناك زاد و مدد .
و من ثم يقرن الصلاة إلى الصبر فهي المعين الذي لا ينضب ، و الزاد الذي لا ينفد .. المعين الذي يجدد الطاقة ، و الزاد الذي يزود القلب ، فيمتد حبل الصبر و لا ينقطع . ثم يضيف إلى الصبر الرضى و البشاشة و الطمأنينة و الثقة و اليقين .
======== إنه لا بد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى ، يستمد منها العون ----- حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة ... ---- حينما تواجهه قوى الشر الباطنة و الظاهرة ... ---- حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات و إغراء المطامع ... ---- حينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان و الفساد و هي عنيفة ... ---- حينما يطول به الطريق و تبعد به الشقة في عمره المحدود
ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئاً و قد أوشك المغيب ، و يم ينل شيئاً و شمس العمر تميل للغروب .
حينما يجد الشر نافشاً و الخير ضاوياً و لا شعاع في الأفق و لا معلم في الطريق .
|