عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2017, 12:38 AM   #1
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد




من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد
د. محمد علي شيبان العامري
بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها،
واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم،
فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.
وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدأوا يتذمرون ويشكون من ذلك،
وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف..
كما قيل: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء
والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم،
فمن ذلك ما يلي:
1- تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع:
فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية- تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا؛
فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.
وأسوأ ما في هذا- أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب؛
فينشأ الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- أن نجزع إذا وقع على الأرض،
وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم،
وتهدئ من روع ولدها وتشعره بأن الأمر يسير- تجدها تهلع وتفزع،
وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة،
فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.
2- تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة:
وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.
3- تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ:
فينشأ الولد مترفاً منعماً، همه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين،
ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم؛
فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.
4- بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كل ما يريدون:
فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه،
فتجد يده مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل،
مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.
5- إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصا الصغار:
فيحصل كثيرا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبا ما،
فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم،
عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد،
أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان،
فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.
6- شراء السيارات لهم وهم صغار:
فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألح عليه في ذلك،
أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده،
أو أن الابن ألح على الأم، والأم ألحت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات.
فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه- في الغالب- يبدأ في سلوك طريق الانحراف،
فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة،
وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة،
وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.
7- الشدة والقسوة عليهم أكثر من اللازم:
إما بضربهم ضربا مبرحا إذا أخطأوا- ولو للمرة الأولى-
أو بكثرة تقريعهم وتأنيبهم عند كل صغيرة وكبيرة، أو غير ذلك من ألوان الشدة والقسوة.
8- شدة التقتير عليهم:
فبعض الآباء يقتر على أولاده أكثر من اللازم، مما يجعلهم يشعرون بالنقص،
ويحسون بالحاجة، وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال بطريقة أو بأخرى،
إما بالسرقة، أو بسؤال الناس، أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء وأهل الإجرام.
9- حرمانهم من العطف والشفقة والحنان:
ما يجعلهم يبحثون عن ذلك خارج المنزل؛ لعلهم يجدون من يشعرهم بذلك.
10- الاهتمام بالمظاهر فحسب:
فكثير من الناس يرى أن حسن التربية يقتصر على الطعام الطيب،
والشراب الهنيء، والكسوة الفخمة، والدراسة المتفوقة، والظهور أمام الناس بالمظهر الحسن،
ولا يدخل عندهم تنشئة الولد على التدين الصادق، والخلق الكريم.
فمن الوالدين- أباً كان أو أماً- من يفرض وصاية عامة،
ويضع سياجا محكماً على أولاده بنين وبناب حتى بعد أن يتزوجوا؛
فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصة، ويأتي بيوتهم على غرة،
ويفرض أراءه التي قد تكون مجانبة للصواب.
وهذا من الخلل في التعامل مع الأولاد؛
فاللائق بالوالد أن يترك أولاده يعيشون حياتهم الخاصة بهم،
وألا يكون حجر عثرة في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك أن يترك مناصحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم،
وإنما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الأحوال.


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس