تحريم الخمر : مرحلة مرحلة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
=========================================== المرحلة الأولى :
إطلاق سهم في الاتجاه حين قال الله سبحانه في سورة النحل المكية :
{ و من تمرات النخيل و الأعناب تتخذون منه سكراً و رزقاً حسنا } .
فكانت أول ما يطرق حس المسلم من وضع السكر ( و هو المخمر ) في مقابل الرزق الحسن ...
فكأنما هو شيء و الرزق الحسن شيء آخر .
======== المرحلة الثانية :
بتحريك الوجدان الديني عن طريق المنطق التشريعي في نفوس المسلمين حين نزلت التي في سورة البقرة :
{ يسألونك عن الخمر والميسر قل : فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما }.
وفي هذا إيحاء بأن تركهما هو الأولى ما دام الإثم أكبر من النفع إذ أنه قلما يخلو شيء من نفع و لكن حله أو حرمته إنما ترتكز على غلبة الضر أو النفع .
======== المرحلة الثالثة :
بكسر عادة الشراب ، وإيقاع التنافر بينها و بين فريضة الصلاة حين نزلت التي في النساء :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } .
و الصلاة في خمسة أوقات معظمها متقارب ، ولا يكفي ما بينها للسكر ثم الإفاقة .
و في هذا تضييق لفرص المزاولة العملية لعادة الشراب و خاصة عادة الصبوح في الصباح و الغبوق بعد العصر أو المغرب .
و فيه كسر لعادة الإدمان التي تتعلق بمواعيد التعاطي و فيه ذلك التناقض بين الوفاء بفريضة الصلاة في مواعيدها و الوفاء بعادة الشراب في مواعيدها .
======== المرحلة الرابعة :
و قد تهيأت النفوس لها تهيؤا كاملا فلم يكن إلا النهي حتى تتبعه الطاعة الفورية .
فنزلت الآية التي في المائدة :
{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدكم عن ذكر الله و عن الصلاة فهل أنتم منتهون} .
فدعي عمر فقرئت عليه فقال : انتهينا .. انتهينا .
و لما نزلت آية التحريم هذه لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في المدينة " ألا أيها القوم . إن الخمر قد حرمت "
فمن كان في يده كأس حطمها و من كان في فمه جرعة مجها .
و انتهى الأمر كأن لم يكن سكر و لا خمر .
|