الموضوع: حُسن العهد
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2018, 07:01 AM   #1
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي حُسن العهد




حين كنا أطفالاً وقرأنا للمرة الأولى سورة الكهف
عصر قلوبنا قول الرجل الصالح لموسى عليه السلام
"هذا فراق بيني وبينك"
وقلنا لو أنه صبر ..؟
كنا نرغب في المزيد
لكن لما كبرنا عرفنا أن هناك
دائما حدا تقف عنده الأشياء
وكان علينا أن نرضى
بأن يكون الفراق إحدى ركائز الحياة التي لا تستقيم الأمور بدونها
والتي - للمفارقة - تنهار الأمور أيضاً بها ..!

تعلمنا أن الفراق ضروري من أجل أن تكتمل دورة الحياة ..
أناس تولد وأناس تموت ..
البعض يسافر والبعض يعود ..
حب يولد وآخر يموت ..

تعلمنا أن نصبر على لوعة الوليد حين يفطم وقلنا سينسى ..

تعلمنا أن نفارق من نحب حين يغيبهم الثرى أو بعد المسافات ..

فمتى أذن نتعلم أن نصبر على ألم الفراق حين نختاره بأرادتنا
وحين يكون حلاً قهرياً تفرضه الحياة ؟

في الحديث أتاني جبريل فقال :
"يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
وأعمل ما شئت فإنك مجزى به ".

هناك مواقف ايقظتنا وصنعتنا من جديد وهناك علاقات توقعنا منها الكثير
ووجدنا منها القليل ،،
وهناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الإنتباه !!

النخلة يتأخر حصادها لشهر الصيف حتى يتكون الرّطب ،
و يتأخر أكثر ليتحول إلى تمر به من لذّة السكر حلاوة . يطول الطريق ثم ما نلبث أن نصل للنهاية حتى ننسى ألم البداية ..

هكذا هي الأشياء الأكثر جمالاً ، لا تأتِ بطرقة باب واحدة و إنما بكثرة الطرق .. وهكذا ،
فالله سبحانه وتعالى يمنع عنّا الجميل ليُعطينا الأجمل ..
عطاياه كثيرة و لكنه يُعجل لنا أمور ويؤجل أُخرى لحكمة لو عرفناها لبكينا ليلاً نهاراً على تأجيلها ،،،

(عرفان بالجميل)" يدهشنا ويؤلمنا أن نستحضر قول الرسول صلى الله عليه وسلم
"إنّ حُسنَ العهدِ من الإيمان"
هي إيماءة توقظ الوفاء لأهل العطاء!
وتربي في المتربي أن يلتفت في طريق الحياة ،
ولا يغيب عن باله ولا يتغابى عمن أسدى إليه جميلا - ولو لمرة واحدة! -
{إنّ أبي يدعوك ليجزيَك أجر ما سقيت لنا}
فالنبلاء لا يضيع عندهم معروف ،
بل الأمر لا يستدعي إستحضارًا ولا تذكّرًا في كثير من الأحيان والأحوال ...

فأين نحن من الأخت (كبرى أو صغرى) التي تتقمص دور الأم ،
بحنانها وتفانيها ، ومع السنين كل جهدها ينسى!

وأين نحن من زوجة خال أوعم ، عاشرت بالمعروف والإحسان والنبل والذوق سنين طوالا ...
تجرعت غصصًا ، وكظمت غيظًا ، واتّقت ربًّا ، وجمعت شملًا ...

وأين نحن من زوجة أخ ، تحملت حملًا، وأظهرت عقلًا ، وبذلت لطفًا ،
ولزوجها أكرمت أمًّا وأختًا ، مع أنّ عِشرةَ النساء تحتاج صبرًا!

و أين نحن من جارةٍ او صديقه بذلت المروءة والندى ، ومع الأيام تُنسى؟!

لو كانت فواتيرًا أمام أعيننا لسارعنا إلى سدادها ،
ولكننا ننسى أنّ علاقاتنا تحكم علينا بنص الحديث :
"إنّ حُسنَ العهد من الإيمان"!

فبين الوفاء والجفاء تبدو سلوكيات نحسبها صغيرة وهي ليست كذلك!

مكالمة تفقدية
لمسة حب
وكلمة حق
ورسالة شكر
تعيد الروحَ لأرواح أنهكها الجفاف والجحود ، وقد بذلت فضلًا لا فرضًا!
وليكن حادينا :
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"

ثقافة الشكر واللطف والإنصاف وهي ثقافة تعيد للإيمان حلاوته ... فهلّا تذوقناها؟
"
((كل الشكر والعرفان لمن عاشرناهم في حياتنا)).
💐💞


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس