======== 60 ========
و الروح الأمين جبريل – عليه السلام – نزل بهذا القرآن من عند الله على قلب رسول الله – صلى الله عليه و سلم –
و هو أمين على ما نزل به ، حفيظ عليه ، نزل به على قلبه فتلقاه تلقيا مباشرا ، و وعاه وعيا مباشرا .
نزل به على قلبه ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين .
هو لسان قومه الذي يدعوهم به ، و يتلو عليهم القرآن .
و هم يعرفون مدى ما يملك البشر أن يقولوا ، و يدركون أن هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر ، و إن كان بلغتهم ..
و أنه بنظمه ، و بمعانيه ، و بمنهجه ، و بتناسقه .
يشي بأنه آت من مصدر غير بشري بيقين .
======== 61 ========
و القرآن الكريم يتتبع مواضع شبهات المشركين حتى الساذج الطفولي منها .
فرسول الله – صلى الله عليه و سلم – عاش بينهم فترة طويلة من حياته لا يقرأ و لا يكتب ، ثم جاءهم بهذا الكتاب العجيب الذي يعجز القارئين الكاتبين .
و لربما كانت تكون لهم شبهة لو أنه كان من قبل قارئا كاتبا .
فما شبهتهم و هذا ماضيه بينهم ؟
فهذا القرآن يشهد بذاته على أنه ليس من صنع البشر ..
فهو أكبر جدا من طاقة البشر و معرفة البشر و آفاق البشر .
و الحق الذي فيه ذو طبيعة مطلقة كالحق الذي في هذا الكون .
و كل وقفة أمام نصوصه توحي للقلب بأن وراءه قوة ، و بأن في عباراته سلطانا لا يصدران عن بشر .
|