و نورا يسعى بين أيديهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً } التحريم .
هذا هو الطريق .. توبة نصوح .. توبة تنصح القلب و تخلصه ثم لا تغشه و لا تخدعه .
توبة عن الذنب و المعصية ، تبدأ بالندم على ما كان و تنتهي بالعمل الصالح و الطاعة ، فهي عندئذ تنصح القلب فتخلصه من رواسب المعاصي ، و تحضه على العمل الصالح بعدها .
فهده هي التوبة النصوح التوبة التي تظل تذكر القلب بعدها و تنصحه فلا يعود إلى الذنوب .
======== فإذا كانت هذه التوبة فهي مرجوة إذن في أن يكفر الله بها السيئات ، و أن يدخلهم الجنات في اليوم الذي يخزي فيه الكفار .
و لا يخزي الله النبي – صلى الله عليه و سلم - و الذين آمنوا معه .
و إنه لإغراء مطمع و تكريم عظيم أن يضم الله المؤمنين إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فيجعلهم معه صفاً يتلقى الكرامة في يوم الخزي ثم يجعل لهم نوراً يسعى بين أيديهم و بأيمانهم نورا يعرفون به في ذلك اليوم الهائل المائج العصيب الرهيب و نوراً يهتدون به في الزحام المريج ..
و نوراً يسعى بين أيديهم و بأيمانهم إلى الجنة في نهاية المطاف
======== و هم في رهبة الموقف و شدته يلهمون الدعاء الصالح بين يدي الله :
{ يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير } و إلهامهم هذا الدعاء في هذا الموقف الذي يلجم الألسنة و يسقط القلوب هو علامة الاستجابة ..
فما يلهم الله المؤمنين هذا الدعاء إلا و قد جرى قدره بأنه سيستجيب ..
فالدعاء هنا نعمة يمنّ بها الله عليهم تضاف إلى منة الله بالتكريم و بالنور .
|