رحمة الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعدهو هو العزيز الحكيم } فاطر .
و رحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد ، و يعجز الإنسان من مجرد ملاحقتها و تسجيلها في ذات نفسه و تكوينه ..
و تكريمه بما كرمه ، و فيما سخر له من حوله و من فوقه و من تحته ، و فيما أنعم به عليه مما يعلمه و مما لا يعلمه و هو كثير
======== و رحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح .
و يجدها من يفتحها الله له في كل شيء ، و في كل وضع ، و في كل حال ، و في كل مكان ..
يجدها في نفسه ، و في مشاعره ..
و يجدها في ما حوله ، و حيثما كان ، و كيفما كان .
و لو فقد كل شيء مما يعد الناس فقده هو الحرمان ..
و يفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء و في كل حالة و في كل مكان .
و لو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان و الرضوان
======== و ما من نعمة – يمسك الله معها رحمته – حتى تنقلب هي بذاتها نقمة .
و ما من محنة – تحفها رحمة الله – حتى تكون هي بذاتها نعمة
ينام الإنسان على الشوك – مع رحمة الله – فإذا هو مهاد .
و ينام على الحرير – و قد أمسكت عته – فإذا هو شوك القتاد .
و يعالج أعسر الأمور – برحمة الله – فإذا هي هوادة و يسر .
و يعالج أيسر الأمور – و قد تخلت رحمة الله – فإذا هي مشقة و عسر .
و يخوض بها المخاوف و الأخطار فإذا هي أمن و سلام .
ويعبر بدونها المناهج و المسالك فإذا هي مهلكة و بوار .
======== و لا ضيق مع رحمة الله .
إنما الضيق في إمساكها دون سواه .
لا ضيق و لو كان صاحبها في غياهب السجن ، أو في جحيم العذاب أو في شعاب الهلاك .
و لا وسعة مع إمساكها و لو تقلب في أعطاف النعيم ، و في مراتع الرخاء .
فمن داخل النفس برحمة الله تتفجّر ينابيع السعادة و الرضا و الطمأنينة .
و من داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق و التعب و النصب و الكد و المعاناة .
|