في هذا الحال لا يسعني - أختي الكريمة - إلا أن أقرك
على تصرفك .. وأقول لك ، أن ما حدث أيضاً هو من
الضراء التي إذا أصيب بها المؤمن صبر فكان خيراً له ،
وأسأل الله تعالى أن يكون في فيما أقدمتي عليه الخير
والسعادة لك في مستقبل أيامك ، وأن يعوضك خــيـــراً
من ذلك ويجعل في قرارة نفسك كامل الرضا والقبول ،
فهو تعالى القادر على كل شيء ، وهو ولي الصابرين .
- وإن كنت أتسآل عن تصرف بعض الرجال الغير مسؤول
الذي أقل ما يوصف بأنه رعونة ونكران للجميل ، وتمرد
على العشرة والوفاء ... فكثيراً ما أسمع عن حالات كهذه،
بدل ما يدرك الرجل موقف زوجته الأولى ويتفهمه عند زواجه الثاني ،
فيقدر مشاعرها ويواسيها ، ويحسسها بقيمتها عنده ، وعدم
التخلي عنها بأي حال من الأحوال ، ويبسط لها الأمر ويعمل
على مداواة جرحها حتى تستقر نفسها وتزوح عنها الصدمة،
ويثبت لها مع الأيام أنها الأخت والأم والزوجة بالنسبة له لم يتغير
شيء عن ذي قبل .. بدل من هذا كله ، نجده يتبرم ، وينكر عليها
أي اعتراض أو تبرم أو حتى عتاب ، ويبدأ بممارسة رجولته
الهشة ، وغطرسته الكذابة ، وربما هدد وتوعد .. وكأنه المنعم
المتفضل ... إن مثل هذا النوع من الرجال لا يؤسف عليهم ،
- اختي الكريمة - ولا تذرف الدموع على فراقهم . ولا يرتجى
منهم خير حتى مع قبول الأمر الواقع ، ففي الغالب يظهر تحيزه
لزوجته الثانية ، ويهمل أسرته الأولى ، وكأنه لم يسمع في حياته
قول الله تعالى :" وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " . ويزيد الأمر سوء
عندما تكون زوجته الثانية من النوع السيء التي لا تعين على
الخير بقدر ما تعين على الشر ..
فطبي نفساً - أختي الفاضلة - بما حدث ، ولا تأسي على ما فات
فكل شيء مقدر ومكتوب .. فإن جاء في يوم من الأيام وقد أدرك
خطأه وصحا من غفوته ..فمن عفا وأصلح فأجره على الله ..
..
مع تمنياتي لك بدوام التوفيق والسعادة .
|