عزيزي / الشوتايم
مع أن تساؤلاتك بهذا الصدد قليلة.. إلا أن الجواب عليها يحتاج إلى
عدة صفحات ليتم تفصيل وتحديد وشرح معنى التضحية
بالكرامة وعزة النفس .. ومتى ..!!
وما سأسطره من مرئيات .. بل أجزم أنها الحقيقة وليست
مرئيات "الحقيقة التي أنا مقتنع بها" ما هي إلا سطور قليلة قد لا تفي
بالإجابة المفصلة ولكن قد توضح ولو بعض الشيء القليل..
أولاً لنسأل أنفسنا إذا أردنا تقديم التضحية .. ؟!
هل هذا الإنسان الذي سنضحي من أجله يستحق
هذه التضحية .. ؟!
فإذا كان الجواب هنا ..
الذي ستضحي من أجله: (وطنك) .. (أمك) .. (أبوك) ..
(أختك) .. (أخوك) .. (أحد أقربائك)
فحتما ًستضحي حتى [ بروحك ] وليس فقط بكرامتك ,,
وأن لم تفعل فلا خير فيك ..
إذا كان الجواب هو (صديق) .. !!
هنا قد تتعدد الاتجاهات ..
فإذا كان هذا الصديق بالمعنى الحقيقي لمعنى الصديق .. وهناك
تكافؤ متبادل في المحبة والمودة والإخلاص .. فهنا يعتبر هذا
الصديق بمنزلة الأخ .. ويضحى من أجله كما يضحى للأخ ,,
وإن كان مجرد صديق بأسم الصداقة وليس بمعناها ولا يكنّ لك
أي حب أو وفاء ولا تجده إلا عند الحاجة إليك.. فهذا
ينطبق عليه القول:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التكلفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
إذا كان الجواب هو (الحبيب) .. !!
هنا يجب أن نعرف معنى الحب أولاً ..
وبعد أن نتأكد إنه بالفعل هو ذلك الحب المسيطر علينا وليس
الحب الذي يهيأ لنا أنه حب .. كالحب الذي نراه في هذا الزمان
من مجرد علاقة بسيطة أو لمجرد الإعجاب .. أدعى بأنه حب ,,
فإذا كان هو ذلك الحب الحقيقي ..
الذي يكنّ فيه الطرفان نفس المشاعر لبعضهما ..
الذي يسيطر على كل أحساسيك ..
الذي يكون في مقدمة كل أفكارك ..
الذي تكون له قاعدة الأساس في ذاتك والتي تبنى عليها أعمدة
سعادتك في هذه الحياة ووجودك ومصيرك ..
فهذا الحبيب .. ليس فقط تضحي من أجله ..
بل .. !!
تقدم له قلبكـ .. ونفسكـ .. وروحكـ .. وكرامتكـ ..
وكل ما تملكـ على (طبق من ذهب)
ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق
ولكـن عزيـــز العاشقيـــــن ذليـــل
وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولكـن بقـــاء العاشقيـــن عجيـــبُ
قالت جننت بمن تهو فقلت لها
العشق أعظم مما بالمجانين
خضعت لها في الحب من بعد عزتي
وكـــل محـــب للأحبـــة خاضـــعُ
وأما إن كان الحبيب لا يكن لنا أي حب .. ولا أي مشاعر ..
ولا أي وداد ..وإنما حبيب وقت الصفاء أو لمصلحة ما ..
فهذا ينطبق عليه قول:
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في خل يجيء تكلفا
فهذا لا يستحق أي تضحية ولا أي تنازلات ..