الموضوع: " المايكـ "
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2009, 12:47 AM   #16
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الصفحة الثالثة والأخيرة

مـــــــــــــــــــــــــــــن

( رحـــــلة العـــــــمر )

يتغرب أب الأسرة أكثر من سنة لا يدري عن أحوال أسرته

شيئاً كما لو كان هارباً .. لم يشعر (أحمد) بالأسى على رحيل

والده فقد كان بالنسبة له خشن الطباع سريع الغضب عنيفاً

في عقابه لأتفه الأسباب .. كأنَ شيئاً من المتاعب زالت

برحيله ..وفي ليلة ظلماء غاب قمرها .. حضر الأب

ما زال (أحمد) يذكر تماماً عندما حضر والده كأنه ملك

من السماء ،فقد تسمر هو وإخوته كلٌ في مكانه من هول

المفاجأة حتى إبتدأهم بالكلام حينها تقدم الأخ الأكبر وسلم

عليه وتبعـــــه الآخــــرون.. ومضت تلك الليــــلة في جو ٍ

أسري افتقدناه طويلاً.. بعدها تغيرت الأحوال إلى الأفضل

فقد أصبح الأب أكثر وعياً واهتماماً بأسرته ..وتلاشت الخلافات

التي كانت تعكر الأجواء..تكررت سفرات الأب لكنه لا يلبث أن يعود

محملاً بالهدايا ..وفي قرار ٍ مفاجئ عندما رأى أبناءه رغم الظروف

ما زالوا في مدارسهم لم يتركوها كما تركها الكثير من أبناء القرية

قرر تصفية ممتلكاته ما عدا البيت الذي بقي شامخاً هازئاً بالوحدة

ورحل هذه المرة بأهله ..استقرت الأوضاع وتفرغ (أحمد) لدراسته

وأظهر تفوقاً ملحوظاً بين زملائه وشغف بالرسم كثيراً حتى صار ملفتاً

للنظر ..وعندما أنهى المرحلة الإبتدائية مر بمنعطف آخر في حياته حيث

آلت به الظروف لاستكمال دراسته في المعهد العلمي الذي يعنى بالدراسات

الإسلامية واللغوية بخلاف مدارس الوزارة التي توجهها علمي والذي

كان متوقعاً لمتابعة دراسته فيها لتفوقه في المواد العلمية وشغوفه بالرسم ..

بقي (أحمد) على عادته متفوقاً في المعهد دراسة ً وحضوراً..إلا أن شيئاً

افتقده كثيراً ( الحصة الفنية ) اختفت تماماً من حياته وسار به الطريق

في اتجاه آخر..جمدت موهبة الرسم ونضب معينها.. لم ينسى ( أحمد )

قريته فقد كانت أسرته تقضي معظم فترات الإجازة فيها ..كثيراً ما كان

يتفقد رسمته التي رسمها في صغره ما زال يفوح منها عبق ذكرا طفولته

كل شي في القرية لم يتغير- تضاريسها ، ناسها، ليلها ، نهارها- هي

بالتأكيد لم تترهل ملامحها. وتغير في (أحمد ) كل شي - ملامحه ، لبسه،

فكره، نظرته - وكلما كبر وتعمقت مدنيته وزاد تحضره بدأ طيف قريته

يتلاشا.. لقد بعد كثيراً عنها ...... أكمل (أحمد) دراسته الجامعية ...

وتستمر رحلة العمر فلم تزل أنفاسها تتصاعد وقلبها ينبض ..

.................................................. .....................

[[ انتهيت وبالله التوفيق ]]

وتقبلوا عاطر الحب والتقدير ...

وأرجو من الأخت الكريمة (( مــــــلاذ)) أن تمسك المايك،والله يوفقها ..


 

التعديل الأخير تم بواسطة زارع الورد ; 08-02-2009 الساعة 08:39 AM

رد مع اقتباس