أحب أن أشرب فنجان صباحي عند النافذة
في الماضي كنت أملك بيتا به دور علوي
كنت أجلس صباحا عند النافذة
بعد أن أزيح الستارة عن الزجاج العاكس
أراقب المارة و أتفرس وجوههم
أرى خلف كل وجه حكاية
هناك من تجمدت ملامحه فلا أدري هل هو حزين أم سعيد
و هناك من يبتسم برضا و تفاؤل
و من كست تجاعيد الحزن وجهه
و جارنا سعيد ينظف واجهة باب منزله كل يوم
و ابن جارنا سالم يغسل سيارته الحمراء
و أطفال الحارة يلعبون بدراجاتهم في منعطفات الحارة
و تعلو ضحكاتهم أرجاء المكان لتصعد إلى نافذتي و ابتسم معهم ..
ثم يتضاربون و يتوعدهم عزام و أخوه التوءم عبدالله برد الاعتبار
و أراهما في اليوم التالي و قد بدءا بالسلام و نسيا الشجار
كانت نافذتي تطل على مسجد وسط الحارة و كنت اتأمل المصلين
و نور الوضوء في وجوههم
وبعد أن تنتهي الصلاة يقف بعضهم عند بوابة المسجد
للسلام و السؤال ومعرفة آخر الأخبار
فأسمع جارنا بو عبدالعزيز يقسم ع جاره بو خالد
بقبول دعوته لاحتساء القهوة في بيته
كان فنجاني يحوي قصص كثيرة اتذكرها كل يوم
بعد أن انتقلت إلى بيت آخر ليس فيه دور علوي