عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2010, 02:45 PM   #7
Silver Lion
الأسد الفضي
| إداري سابق |


الصورة الرمزية Silver Lion
Silver Lion غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 283
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 06-08-2013 (10:02 PM)
 المشاركات : 1,335 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أن الحوار النبوي أعظم حوار وأنفعه للبشرية؛ كما أن الطب النبوي أنجع شفاء يطلب، وأجلاه لأدواء القلوب والأبدان، وما يومئ إليه إعمال الحوار من كمال العقل، وسداد الرأي، وعمق النظر، ونفاذ الإبصار..، وما يرجى منه من الخير والإصلاح... كل ذلك قد اشتمل عليه (الحوار النبوي) أتم اشتمال، وتضمنه أشرف تضمن؛ كما قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28].

ولا يخفى اشتمال الهدى ودين الحق على (الحوار) وكل مظاهر الدعوة النبوية الكريمة ووسائلها، وأنه المرجع الأقوم لكل تصور، أو رؤية، أو نظام، أو منهج يجعل الحوار مناط بروزه وقوته وذيوعه، وسر نجاحه وتأثيره وبقائه.


وفيما يلي نموذج مشرق مما بينت، وصورة سنية لما حررت، ودليل جلي على أن (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحوار) شعبة من شعب سيرته الأصيلة، ومسلك علمي تربوي حضاري حقيق بالعناية، وأن (حوارات النبي صلى الله عليه وسلم) المنتثرة خلال سيرته العطرة حرية بالجمع والتصنيف، والتبيين والتعريف..
حوار النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين:
لقد علم الصحابة رضي الله عنهم أن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفسُ ما ظفروا به، وأعز ما جمعوه من الدنيا، فلما وجدوا الحظوظ حوائلَ تحجبهم عن بلوغ صفاء محبته أبوا أن يساكنوها، ولم يؤثروا سَفْسافَها على معالي رفقته..... لذلك بكت الأنصارُ -رضي الله عنهم- لما عاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين؛ حين قسم الغنائم في المؤلفة قلوبهم؛ ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالوا: (يغفر الله لرسوله؛ يعطي قريشًا وسيوفنا تقطر من دمائهم). فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم في قبة له حتى فاضت، فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار.. ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟..، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟..، وعالة فأغناكم الله بي..؟). كلما قال شيئًا قالوا: (الله ورسوله أمَنُّ!..). قال: (والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم:.. جئتنا طريدًا فآويناك، وعائلا فواسيناك، وخائفًا فأمناك، ومخذولا فنصرناك، ... أَوَجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لُعاعة من الدنيا تألفتُ بها قومًا أسلموا، ووكلتُكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام...؟.. أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير -وفي لفظ (بالدنيا)- وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم تحوزونه إلى بيوتكم؟؟.... فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبًا، وسلكت الأنصارُ شعبًا لسلكت شعب الأنصار..، ولولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار.. الأنصار شعار، والناس دثار.. إنكم ستلقون بعدي أثرة؛ فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار...). فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم.
[أخرجه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه، باب غزوة الطائف (8/ 47 و53- فتح)].


 


رد مع اقتباس