للأسف بعض المنتجين وكتاب الدراما
وبعض الممثلين والمخرجين .. يضنون
أنهم لو تعمقوا في مشاكل المجتمع الخفية
واطلعوا على مآسي بعض الأسر سواء عن طريق
محاضر الشرطة ..أو القضايا المعلقة في المحاكم
والتي تتناول المخدرات والاغتصاب والمجون
وما شابه ذلك من مظاهر الفساد .. أو ربما استغلوا
بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض قليلي العلم ممن
يبالغون في التحريم أو التحليل فيشذون عن وسطية
الإسلام وسماحته .. يضنون أنهم لو عرضوها كأعمال
درامية يكونون قد أسهموا في طرحها على طاولة الواقع
ومناقشتها .. الأمر الذي يسهم في علاجها ..
وما علم هؤلاء أنهم لم يقدموا إلا ما يحزن الصديق
ويسعد العدو من تشويه للصورة الحقيقية التي تمثل
المجتمع السعودي بحق ..
متى يدرك هؤلاء أن مثل هذه القضايا .. وخاصة
صور الفساد برمتها مهما بلغت فإنها لا تصل إلى
معشار ما هو موجود في البلدان الأخرى التي لا نرى
في مسلسلاتها إلا ما يمجد أوطانهم وينشر محاسنها ..
ومن الغرابة أحياناً أن نشاهد في بعض الأعمال صوراً
لنشر الفساد الأخلاقي والمجون ..دون أي إشارة إلى
أن أغلب مرتكبيها وصانعوها هم في الأصل من العمالة
الأجنبية .. أو جنسيات أخرى .. وهذا شي يخدش
واقعية العمل الفني ويكشف مصداقيته ..
أتمنى أن يدرك هؤلاء أن الأعمال الفنية تمثل الآن إعلام
قوي لكل بلد .. وأن هناك قضايا سترها أفضل من نشرها
وهناك قضايا عامة كالبطالة .. والغناء الفاحش ..مقابل
الفقر المدقع .. والتلاعب بأسعار السلع .. وما شابه
ذلك .. من المفيد طرحها في أعمال فنية مكتوبة بطريقة
هادفة وراقية من كتاب مبدعين .. بعيداًعن الأرتجال والنقص ..
مع طرح حلول مناسبة ومناداة بجدية لإصلاحها ..
حتى يصدق القول أن التمثيل رسالة حقيقية ..
يعطيك العافية أخي ( زارع البسمة )
دمت بحفظ الله ...
|