الموضوع: المعلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2010, 11:12 PM   #2
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



نقول الحمد لله بغض النظر عن

المغالطة التي قيلت عن راحت المعلم

في مهنته وراتبه .. دون أدنى تلمس لجهده

ومعاناته التي لا يمكن تحملها إلا من اثنين

إما مطر وإما مجازف بصحته وعقله .. خاصة تعليم

طلاب اليوم المستهترين الذين لا يعرفون تقديراً أو

احتراما للمعلم ..وما خفي كان أعظم..

ليس غريباً أن نلمس من خلال تلك المقولة

البعد الشاسع الذي يفصل صاحب القرار عن

واقع التعليم الذي خر سقفه على رأس المعلم

في كل سلبية تظهر أو كبوة تحصل ..فالمعلم

هو الشماعة التي تعلق عليها كل العيوب ..

ولو كان صاحب القرار قريباً من ذلك الواقع

لأدرك أن نصاب المعلم يصل إلى أربع وعشرين

حصة ..اي بمعدل خمس حصص يومياً عدا حصة واحدة

في حين أن معدل الحصص عند غيرنا ما بين

الخمس حصص والثمان عشرة حصة كأقصى حد

ونادراً ما يصل نصاب المعلم إلى هذا الحد ..

وإذا خـُفف النصاب على أحد المعلمين لكبره مثلاً

جاء مندوب الإدارة فاحصاً وممحصاً ليقول :

عندكم نصف معلم أو ربع معلم أو عشر معلم

زائد نريده يكمل في مدرسة أخرى ..

وبالرغم من أعباء المعلم العملية من تحضير

وشرح ومتابعة واجبات واختبارات ووجمع وطرح

درجات كل طالب والضغوط النفسية التي يجدها

من الطلبة المستهترين وغير ذلك .. فإن أنشطة

المدرسة تنتظر منه جهداً آخر والإشراف اليومي ..

حتى صار مألوفاً أن نرى معلماً يقف عند باب المدرسة

ليمنع الطلاب من الخروج بحكم أنه مشرف هذا اليوم ..

طبعاً عدا حصص الانتظار التي تعد تكريماً لكل معلم دائم

الحضور المخلص في عمله ..

في تصوري لو أن صاحب تلك المقولة علم أنه ربما خرج

المعلم من مدرسته خاوي القوى لطول وقوفه مراقباً في لجان

الاختبار .. أو خرج بعد ساعات طويلة من تصحيح

ومراجعة أوراق الاختبار التي تتجاوز المئتين والثلاث

مئة احياناً وقد حصر بصره وضعف .. ليجد سيارته

التي اشتراها اقساط قد كـُسر زجاجها الأمامي أو الخلفي

أو مــُزق أحد إطاراتها بآلة حادة من بعض الطلاب الراسبين

الذين لا نكاد نلمح وجوههم في العام الدراسي لكثرة غيابهم ..

هذا إذا سلم من الاعتداء الجسدي .. فقد يغير رأيه إذا

كان منصفاً ..

ومع ذلك نقول اللهم لك الحمد.. يكفينا شرفاً أن نخدم وطننا

ونرد له جزءاً يسيراً من أفضاله علينا ..



تشكر أخوي ( ابو يزيد ) بحفظ الله ورعايته ..





 


رد مع اقتباس