عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2016, 12:04 PM   #6
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي



وبعد أن ابتعد مفرج عن منازل قبيلة المهادي نزل
ليستريح ويفكر بالسبب ...
ولكنه لم يهتدي لشيء !

لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ..
ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في
مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً
لرغبته برحيله !

وجلس يرقب المهادي, فلما انفض المجلس من حوله
وجلس وحيداً ... هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج
ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع
لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته !!

إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته
وأخذ يغني ويقول:

يـقــول الـمـهـادي والـمـهـادي مـهـمــل
بـي علتـن كــل الـعـرب مــا درى بـهـا


أنـــا وجــعــي مــــن عـلـتــن بـاطـنـيـة
بأقصى الضماير مـا درى ويـن بابهـا


تـقــد الـحـشـا قــــد ولا تـنـثــر الــدمــا
ولا يــدري الهلـبـاج عـمــا لـجــا بـهــا


وإن أبديـتـهـا بـانــت لـرمـاقــة الــعــدا
وإن أخفيتهـا ضــاق الحـشـا بالتهابـهـا


أربـــع سـنـيـن وجـارنــا مـجــرم بـنــا
وهو مثل واطي جمرتين مـا درى بهـا


وطاهـا بـفـرش الـرجـل ليـمـا تمكنـ
تبقـى حرهـا مــا يـبـرد الـمـاء التهابـهـا


ترى جارنـا الماضـي علـى كـل طلبـه
لــو كــان مــا يلـقـى شـهـودن غـدابـهـا


ويـا مـا حضيـنـا جـارنـا مــن كـرامـه
بليلـن ولـو نبغـي الغـبـا مــا ذرى بـهـا


ويــا مــا عطيـنـا جـارنـا مـــن سـبـيـة
لا قـادهــا قـوادهــم مـــا انـثـنـى بــهــا


ونرفـى خمـال الجـار ولــو داس زلــة
كمـا تـرفـي البـيـض الـعـذارى ثيابـهـا


تـرى عندنـا شـاة القصيـر بـهـا أربــع
يحـلـف بـهـا عقـارهـا مـــا درى بـهــا


تــنــال يـالـمـهـادي ثـمـانــن كــوامـــل
تراقـى وتـشـدي بالـعـلا مــن أصابـهـا


لا قـــال مــنــا خــيّــرن فــــرد كـلـمــة
بحضـرات خوفـن للـرزايـا وفــى بـهـا


الأجـــواد وإن قـاربـتـهـا مــــا تـمـلـهـا
والأنـذال وإن قاربتهـا عـفـت مــا بـهـا


الأجــواد وإن قـالـوا حـديـثـن وفـوابــه
والأنـــذال مـنـطـوق الحـكـايـا كـذابـهـا


الأجـواد مثـل العـد مــن ورده ارتــوى
والأنــذال لا تـسـقـى ولا ينـسـقـا بـهــا


الأجــواد تجـعـل نيلـهـا دون عرضـهـا
والأنــذال تجـعـل نيلـهـا فـــي رقـابـهـا


الأجـواد مـثـل الـزمـل للشـيـل يرتـكـي
والأنذال مثل الحشـور كثيـر الرغابهـا


الأجـواد لـو ضعـفـو وراهــم عـراشـه
والأنـذال لــو سمـنـو معـايـا صلابـهـا


الأجـواد يطـرد همـهـم طــول عزمـهـم
والأنــذال يصـبـح همـهـم فــي رقابـهـا


الأجــــواد تـشـبــه قــارتــن مطـلـحـبـة
لا دارهـــا الـبــردان يـلـقـى الـذرابـهــا


الأجــواد تـشـبـه للـجـبـال الـــذي بـهــا
شـــرب وظـــل والـــذي ينـهـقـا بــهــا


الأجــواد صنـدوقـيـن مـســك وعـنـبـر
لافـتــحــن أبـوابــهــا جـــــاك مـابــهــا


الأجـواد مثـل البـدر فــي ليـلـة الـدجـى
والأنــذال ظلـمـا تايـهـن مــن سرابـهـا


الأجـواد مثـل الـدر فــي شـامـخ الــذرا
والأنـذال مثـل الشـري مـرن شرابـهـا


الأجـــواد وأن حايلـتـهـم مـــا تـحـايـلـو
وأنـــذال أدنـــى حيـلـتـن ثــــم جـابـهــا


الأنــذال لــو غسـلـوا يديـهـم تنـجـسـت
نجـاسـة قـلـوبـن مـــا يـســر الـدوابـهـا


يـــا رب لا تـجـعــل الأجــــواد نـكـبــة
من حيث لا ضعف الضعيف التجابهـا


أنا أحـب نفسـي يرخـص الـزاد عندهـا
يقـطـعـك يـــا نـفــس جـزاهــا هبـابـهـا


يــا عــل نفـسـن مــا لـلأجـواد عـنـدهـا
وقـارن عسـى مـا تهتنـي فــي شبابـهـا


عـلـيـك بـعـيـن الـشـيـح لا جـــت وارد
خــل الـخـبـاري فـــإن مـاهــا هبـابـهـا


تــرى ظـبـي رمــان بـرمــان راغـــب
والأرزاق بالدنيـا وهـو مــا درى بـهـا


سـقـا الحـيـا مــا بـيـن تيـمـا وغـربــت
يمـيـن عمـيـق الـجـزع ملـفـا هضابـهـا


سـقــا الـولــي مـــن مـزنـتـن عقـربـيـة
تنـشـر أدقـــاق وبـلـهـا مـــن سحـابـهـا


اليا أمطرت هذي ورعد ذي سـاق ذي
سـنـاذي وذي بالـوبـل غــرق ربـابـهـا


نسف الغثا سيبان ما ها اليـا أصبحـت
يحيل الحول والمـا ناقعـن فـي شعابهـا


دار لـنــا مـــا هـــي بــــدران لـغـيـرنـا
والأجـنـاب لــو حـنــا بـعـيـدن تهـابـهـا


يـذلــون مـــن دهـمــا دهـــوم نـجـرهــا
نفجـي بـهـا غــزات مــن لا درى بـهـا


ترى الدار كالعـذرى إلـى عـاد مـا بهـا
حـزن غـيـورن كــل مــن جــاز نابـهـا


فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا
نـصـد عنـهـا مــا غــدا مــن هضابـهـا


تـهـامـيـة الـرجـلـيـن نـجـديــة الـحـشــا
عـذابـي مـــن الـخــلان وأنـــا عـذابـهـا


أريتـك إلـى مـا مسنـا الجـوع والضمـا
واحـتـرمـن الـجــوزا علـيـنـا التهـابـهـا


وحمى علينـا الرمـل و استاقـد الحصـا
وحمـى علـى روس المبـادي هضابهـا


وطلـن عـذرن مــن ورانــا و شـارفـن
عـمـالـيـق مــطــوي الـعـبـايـا ثـيـابـهـا


سـقـانــي بــكــأس الــحــب دو مـنهـنـه
عنـدل مـن البيـض الـعـذارى أطنابـهـا


وإلـى سـرت منـا يـا سعـود بـن راشـد
علـى حرتـن نسـل الجديعـي ضرابـهـا


سـرهــا وتـلـفـي مـــن سـبـيــع قـبـيـلـة
كـرام اللحـا فـي طـوع الأيــدي لبابـهـا


فــلا بـــد مـــا نـرمــي سـبـيـع بـغــارة
علـى جـرد الأيـدي دروعـهـا زهابـهـا


وأنــــا زبـــــون الـجــاذيــات مـهــمــل
إلــى عـزبــوا ذود المصـالـيـح جـابـهـا


علـيـهـا مـــن أولاد الـمـهــادي غـلـمــه
الـيـا طعـنـوا مــا ثمـنـوا فــي أعقـابـهـا


محا الله عجوزن مـن سبيـع بـن عامـر
مـــا عـلـمـت قـرانـهــا فــــي شـبـابـهـا


لـهـا ولــدن مــا حــاش يـومـن غنيـمـة
سـوى كلمتـيـن عجـفـة تـمـزا وجابـهـا


يعنونهـا عسمـان الأيـدي عـن العـضـا
محـا الله دنـيـا مــا خذيـنـا القـضـا بـهـا


عـيـون الـعـدا كــم نـوخـن مـــن قبـيـلـة
لا قــــام بــــذاخ إلا جــاعــر يـهـابـهــا


وأنـــا أظـــن دار شـــد عـنـهـا مـفــرج
حـقـيـق يـــا دار الـخـنـا فـــي خـرابـهـا


وأنــا أظـــن دار نـــزل فـيـهـا مـفــرج
لا بــــد يـنـبــت زعـفـرانــن تـرابــهــا


فـتــى مـــا يـظــم الــمــال إلا وداعــــة
و لـو يمـلـك الدنـيـا جميـعـن صخابـهـا


رحــل جـارنـا مــا جــاه مـنــا رزيـــة
وإن جتنـا مـنـه مــا جــاه مـنـا عتابـهـا


وصـلـوا عـلـى سـيــد الـبـرايـا مـحـمـد
مــا لعـلـع الجـمـري بعـالـي هضـابـهـا


كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج

يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول
لجاره إما "ارحلوا وإلا رحلنا" ...

ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد
مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة ..

تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة
فأي الثلاثة صاحب الخطيئة ! وإلى أين وصلت !

فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد ...
يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنة
جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك
لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال !
وأنت بهذا الشباب !

وأخذ يستدرجهم, أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما
شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي
مع والدهما ...

أما الصغير منهم فأجابه:

والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها ...
عرف أنه هو ... فقال مفرج:
وهل كان ذلك برضاها !!
فقال ولده لا بل غصباً عنها ...

فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!
فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة, وأتربص لها, ثم
أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها
وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها ...

وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً

وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن
جثته التي تركها في مكانها ...

وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج ...
وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم
ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام ..

وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى

الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله ...

تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه
المرة الثانية التي يغلبه فيها ...

فلحق به وأقسم عليه أن يعود ..

وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين
ومتحابين إلى النهاية ..



 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس