بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أتقدم بالشكر الجزيل للأخت.. أم سامح
على طرح هذا النقاش الذي جاء في وقته المناسب لكونه
يلامس واقع ما تعيشه بعض الدول في وقتنا الحاضر ..
أما بالنسبة عن النقاش في هذا الموضوع فلا أرى أن
يتم فيه إبداء رأينا الفكري أو نظرتنا الشخصية إنما
يتم بناء على منظور ديننا وشريعتنا الإسلامية لكونه
متعلق بالإمامة وولاة أمر الدول ..
ومن خلال حضوري لبعض الندوات وخطب الجمعة
والاستماع لرأي العلماء,, فأني على قناعة تامة بما
أدلوا به من فتاوى مبرهنين بذلك بالأدلة الشرعية من
الكتاب والسنة على تحريم تلك المظاهرات ..
ومن ما استفدته من تلك الفتاوى والآراء ما يلي :
قد يبرر هؤلاء المتظاهرون شرعيتهم بقولهم:
( الغاية تبرر الوسيلة )
فالوسيلة هنا محرمة أساساً فكيف نعالج أمر بأمر محرم ..؟
فهي كمن يشرب الخمر للتداوي ..
أو يعالج المرض بالسحر ..
فيشترط أن تكون الوسيلة مباحة ثم يحكم عليها بالحكم
على الغاية ..
فلا شك بأنه لا تخلف تلك المظاهرات إلا الفوضى, والعنف,
والفتن, وسفك الدماء, والسلب والنهب, وخلخلة الاقتصاد ..
وهذا ما رأيناه من عواقب أحداث المظاهرات الحالية ..
ولكن يتم ذلك بالطرق السلمية والسعي في النصح للحكام
والمطالبة بالإصلاح باللين والحكمة ..
كما جاء في قوله تعالى لما أرسل الله عز وجل موسى
وهارون إلى فرعون قال :
( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أويخشى )
وقد جاء في الأحاديث الشريفة التحذير من الخروج على
ولاة الأمر حتى في حال فسقهم,, كما جاء في الحديث :
( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل فقال:
أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ..
ويسألونا حقهم ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اسمعوا وأطيعوا ..
فإنما عليهم ما حملوا ..
وإنما عليكم ما حملتم ) "صحيح"
وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم :
( قلت: يا رسول الله..! إنا كنا بشر, فجاء الله بخير, فنحن فيه,
فهل من وراء هذا الخير شر ..؟!
قال (نعم)
قلت: هل من وراء ذلك الشر خير ..؟!
قال (نعم)
قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر ..؟!
قال (نعم)
قلت: كيف ..؟!
قال: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي,
وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس"
قال قلت:
كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ..؟!
قال:
"تسمع وتطيع للأمير, وإن ضرب ظهرك, وأخذ مالك,
فاسمع وأطع" ) "صحيح"
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه, فإنه ليس
أحد من الناس خرج من السلطان شبرا، فما تعليه،
إلا مات ميتة جاهلية ) "صحيح"
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
( ستكون أمراء, فتعرفون وتنكرون, فمن عرف برئ,
ومن نكر سلم, ولكن من رضي وتابع
قالوا:
أفلا نقاتلهم ..؟! قال: لا.. ما صلوا ) "صحيح"
وقال صلى الله عليه وسلم :
( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم, وتصلون عليهم
ويصلون عليكم, وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم,
وتلعنونهم ويلعنونكم,
قالوا قلنا:
يا رسول الله ..!
أفلا ننابذهم عند ذلك ..؟!
قال: لا .. ما أقاموا فيكم الصلاة ..
لا.. ما أقاموا فيكم الصلاة ..
ألا من ولى عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله،
فليكره ما يأتي من معصية الله،
ولا ينزعن يدا من طاعة ) "صحيح"
إذا يتضح لنا من ما جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة
بأن الصبر والإنكار في القلب والمناصحة والمطالبة بالحكمة
واللين والحسنى .. وليس بالخروج عليهم ..
والله الموفق ..