عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2018, 03:30 PM   #1
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رسالة الى مجهول



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالة الى مجهول



هذه القصة كتبتها في سنة 2003 طبعا من نسج الخيال

وتنبيه للشباب والشابات


لحظة لا تعتقد بأن المرسل مخطأ

لا أنا فعلا مرسل هذه الرسالة لك

نعم أنت لا تعرفني وأنا كذلك لا أعرفك

سأخبرك بما حدث لي لقد حلمت في أحد الليالي برقم هذا البريد

وعند استيقاظي علق الرقم بذاكرتي وشغلني طول اليوم

فقررت أن أتحدى المجهول وأراسل هذا الشخص

أنا لا أعرف عنك شيئا وأنت كذلك

هل بأمكانك أنت تخبرني هل أنت صبي أم بنت حتى أعرف ماذا أكتب في رسالتي القادمة
وهل أنت كهل أم شاب
هل أنت وسيم أم متوسط الجمال اسئلة كثيرة تدور في مخليتي

إلى اللقاء

انتظر مني رسالة
آخرى



كانت هذه هي الكلمات التي قرأها أحمد المُرسلة له من مجهول
ضحك وطوى الورقة وقذفها لتقع في سلة المهملات وهو يقول ما بهم هؤلاء الناس هل أصبحوا مجانين
ثم فجأة قام من مطرحه واخرج الورقة وأعادها لوضعها وقرر أن يريها لأصحابه بالمساء ليتسلوا قليلا

بالمساء ضحك أحمد هو وأصحابه على الرسالة
وقال أحدهم لابد بأنها مزحة من أحد أصحابك أو أقرباءك

نسي أحمد بعدها أمر الرسالة

حتى وصلته رسالة
آخرى في الأسبوع التالي



مرحبا

سعدت كثيرا عندما أخبرني ساعي البريد بأن رسالتي وصلت

وبأن هنالك شخصا حقا سيستلم ما أكتب

سأعرفك بنفسي

أنا شهد
وعمري سبعة عشر عاما
واسكن بكندا
وهواياتي السباحة والعزف على البيانو
لي أخ واحد اسمه دانيال وهو يصغرني بخمس سنوات لا تعرف كم هو مزعج ويغار مني ويقلدني بكل شيء
هكذا دوما هم الأخوة الصغار
وأمي تعمل طبيبة في أحد المستشفيات الصغيرة
بينما أبي يعمل في أحد البنوك


لقد جلست الليل بطوله أتخيل من تكون هل أنت امرأة ناضجة أم فتاة صغيرة ربما في العاشرة من عمرها
أم عجوز كهل أم شاب في العشرين أو الثلاثين

ثم غلبني النعاس فقررت أن أكف عن التفكير

إلى اللقاء


شهد




جلس أحمد يتأمل في ذلك الخط وفكر ماذا تريد منه هذه الفتاة ولماذا تراسل شخصا لا تعرفه



في الأسبوع التالي وصلت أحمد رسالة
آخرى



مرحبا


فكرت مليا بما أنك على ما يبدو لا تريد مراسلتي لتعرفني بنفسك سأختار لك شخصية من خيالي

أنت شاب في التاسعة والعشرين

وأنت طويل القامة وتعمل مهندس في أحد الشركات الكبرى

ولا تحب الجلوس كثيرا مع عائلتك حيث تفضل الجلوس مع أصدقائك

أنت لست عصبي لكن عندما تثور تصبح بركان ثائر

هذا كل ما فكرت فيه عندما يخطر ببالي شيء أخر سأخبرك


إلى اللقاء


شهد




مضت ثلاثة أسابيع دون أن تصل أحمد أي رسالة
فاعتقد بأن الفتاة عادت لرشدها ولن تعود لمراسلته

حتى وصلته في الأسبوع الرابع هذه الرسالة


مرحبا

اتمنى أن تكون بأتم الصحة والعافية

هل اعتقدت بأني توقفت عن مراسلتك

لا ذلك ليس صحيح كل مافي الأ مر أني لويت قدمي لذلك لم أتمكن من الكتابة

لا بد بأنك تسأل نفسك وما دخل قدمي بيدي حيث أني سأكتب بيدي وليس بقدمي

نعم ذلك صحيح لكني لا أريد أن تشعر قدمي بالغيرة من يدي المعافاة فتتولد بينهم عداوة

لذلك قررت لن أكتب حتى تتعافى قدمي

هل تعتقد بأني حمقاء ربما

سأخبرك بسر

كنت دوما أتخيل بأن أصابع يدي اليمنى هم رجال وأصابع يدي اليسرى آناث

وجميعهم أبناء عم

وسأخبرك لماذا أخترت أن يكون أصابع اليد اليمنى ذكور وذلك لان أطراف جسمنا

الأيمن دائما تكون أقوى وأكبر في الحجم حتى لو لم يكن ذلك ملاحظ

لذلك لابد للذكور أن يكونوا أقوى وأكبر حجما


سأعرفك الآن بهم

دوما كان الأبهام يغار من الخنصر لرشاقته

بينما الخنصر يغار من الوسطى لان قامته ممشوقة

بينما البنصر يتفاخر بنفسه وهو مغرور لانه ٌيزين بالمحابس التي تدل على الحب أو اللاحب

هل تعتقد فعلا بتلك النظرية التي تقول بأن هناك عرقا موصل بين البنصر والقلب لذلك توضع المحابس في البنصر تسألت كثيرا عن هذا الأمر

هل تعرف بأن في أحد الأيام تقدم أبهام يدي اليمنى لخنصر يدي اليسرى طالبا الزواج منها

هنا ثارة ثائرة أبهام يدي اليسرى

وقالت بأنه من المفترض أن يتقدم لها هي وليس للخنصر

في هذه الحالة قمت أنا بالتدخل وعارضت الزواج

وقلت لهم أن يتعاملوا جميعا على أنهم أخوة وخصوصا أنهم يعيشون في بيت واحد

وهو أنا

هل تعتقد بأني مجنونة

احيانا فعلا أشعر بأني مجنونة

إلى اللقاء


شهد




في الأسبوع التالي وصلت أحمد ايضا رسالة


مرحبا

اتمنى ان تكون بأتم الصحة والعافية

هل انتظرت رسالتي أم لا

على العموم ذلك لا يهمني لأني سأستمر في مراسلتك

هذه المرة سأخبرك كيف يبدو شكلي

طولي 163 سم

بينما وزني 49 كلغ

وبشرتي أنها خمرية اللون

وشعري أن لونه بني

بينما لون عيني لا لن أخبرك بلونهما

إذا أردت أن تعرف لون عيني راسلني وسأخبرك بلونهما

إلى اللقاء


شهد



قرأ أحمد الرسالة وتجاهل قولها بأن يراسلها

وأتى بورقة وأخذ يسطر عليها الألوان الممكنة للعين

من الأسود والبني والعسلي والأخضر وغيرها

بعدها تعب وهو يخمن أي لون ممكن أن تكون عليها عيناها

.......................



في الأسبوع التالي وصلت أحمد رسالة

فتحها وهو يقول ما بها هذه الفتاة لا تتعب ولا تمل وماذا تريد مني


وقرأ هذه الكلمات


مرحبا

اتمنى أن تكون باتم الصحة والعافية

لم أعرف ماذا اكتب هذه المرة لذلك سأخبرك عن صديقتي

إنها تنوي السفر إلى فرنسا للدراسة حيث تقول بان فرنسا منبع الحرية

مع إن الجميع يقول بأن امريكا هي بلد الحرية

لماذا تعتقد بأن فرنسا أهدت لامريكا تمثال الحرية

أنا لا اسألك عن السبب الحقيقي لكن اسألك عن رأيك

بالنسبة لي دوما اعتقدت بأن فرنسا رأت بأن الكم الهائل من الحرية التي تمتلكها قد

تشكل لها عائق إذا ما قررت اتخاذ قرارات تعسفية بالمستقبل

لذلك قررت اهداء امريكا بعضا من الحرية لتعيش فرنسا في حرية

هل رأيك يتفق معي

اعتقد بأنك لا تتفق معي لكن لا بأس

إلى اللقاء

شهد





طوى أحمد الرسالة وهو مستغرب هل هي تتحدث عن السياسة

أو عن ماذا تتحدث



في الأسبوع التالي كالعادة وصلت أحمد رسالة
بالاضافة إلى شريط كاسيت

فسارع لقراءة الرسالة


مرحبا

اتمنى إن تكون بصحة وسلامة

لقد أرسلت لك هدية مني أنها عبارة عن شريط موسيقى أنها أحدى معزوفات بتهوفن

لابد بأنك تعرف بتهوفن

ذلك الشقي المبدع

مسكين بتهوفن رغم أبداعه ورغم أن موسيقاه تملأ قاعات الأوبرا إلا أنه لم يتمكن من سماع أي منها

ومع ذلك اعتقد أنا بأنه محظوظ لأنه لو كان يسمع كان سيسمع توبيخ والده ذلك السكير العربدي

هل تسمح بسؤالك سؤال لو خيرت إن تكون مبدع شقي أو إنسان عادي وسعيد فماذا ستختار؟؟؟

بالنسبة لي أختار إن أكون مجرد إنسانة عادية وسعيدة ذلك أفضل

فمما يبدو بأن الأبداع بجميع أنواعه لا ي*** لصاحبه سوى الشقاء

اتمنى إن لا تكون مبدع لكي لا تكون شقي



شهد




بعد أسبوعين لم تصل أحمد أي رسالة

لقد فتح أحمد صندوقه ما يقارب الثلاث مرات في اليوم

لكن دون جدوى

لم يعتقد بأنه تعود على رسائل تلك الفتاة لدرجة إنه يشتاق لها

وفي اليوم التالي فتح أحمد الصندوق على أمل

وفعلا وجد رسالة

فرح جدااا ضم الرسالة ثم سارع لفتحها ليقرأ



مرحبااا

هل اشتقت لي ؟؟؟

لم اتمكن من مراسلتك الاسبوع الماضي لوجود مشاكل في البريد

لقد شعرت بحزن لان عينيك لم تقرأ خطي

ولكن ذلك لا يهم فهأنا أ رسل لك رسالتي

سأخبرك بماذا حلمت بالليلة الماضية

حلمت بسندريلا

ارجوك لا تضحك فأنا فعلا حلمت بسندريلا تلك الاسطورة الجميلة

وتخيلت نفسي مكااانها كم كان رائع ذلك الحلم

وتمنيت لو أني لم استيقظ من النوم

الآن سأدوعك فأمي تطلبني للعشاء

إلى اللقاء

شهد


طوى أحمد تلك الرسالة وهو فرح لقد اطمئن قلبه على شهد

في الاسبوع التالي فتح أحمد الصندوق ليجد رسالة
كالمعتااد


مرحباا

اتمنى إن تكون بوافر الصحة

لا تعرف ماذا حدث معي أني حزينة جدااا فو الدتي تعرضت لحاادث أثناء ذهاابها للعمل

شعرت بحزن عميق وكنت خائفة جداا

لكنها الآن أفضل

ذلك الحادث هزني كثيرا وجعلني اتذكر اولئك البشر الذين يعانون من فقد أحدى أبويهم بسبب الحروب والدمار

وتذكرت رفيقتي شهد2

أنها شخصية اخترعتها من خيالي وكلما تعرضت لحزن تذكرت بأنها تمر بظروف أصعب مني

فشهد2

توجد في الناحية الاخرى من العالم تتحدث بلغة مختلفة عن لغتي وملامحها تشبهني كثيراا

أنها تشعر بي وأنا اشعر بهااا

وأنت ايضا لديك رفيق يوجد في الجهة الاخرى من العالم كن أكيدا من ذلك

إلى اللقاء

شهد


ضحك أحمد وحدث نفسه إن هذه الفتاة تملك خيال واسع


.......................


بعد سبعة أشهر من مراسلة شهد لأحمد استلم رسالة
كالعادة
ولكنها كانت مفاجأة بالنسبة له حيث كتبت شهد



مرحبا

اتمنى إن تكون بوافر الصحة

اليوم أنا أراسلك لكي اودعك فقد مللت من الحديث مع شخص لا يريد محادثتي

لذلك وداعاا

شهد




لم يصدق أحمد عينيه وشعر بضيق يجتاح كل جسده

ولم يشعر بنفسه إلا وهو يحضر ورقة وقلم ويكتب لشهد




عزيزتي شهد

لا تعرفين كم تعلقت بك وأصبحت انتظر رسائلك بفارغ الصبر

هأنا اليوم أراسلكِ لأخبرك من أنا

أسمي أحمد

وعمري 26 سنة

وأعمل في أحدى البنوك

وأنا إنسان محافظ ومتعلم ومثقف

إما بالنسبة لشكلي فأنا كما في الصورة

( قام احمد وأحضر أحدى صوره التي يبدو فيها أجمل ما يكون وأرفقها مع الرسالة )

وبأمكانك رؤيتي هناك بكندا حيث أنوي السفر لمقابلتك إذا ما وافقتي على طلبي

شهد هل تتزوجيني ؟؟؟؟

تحياتي

أحمد عاشق شهد





بعد أسبوع وصلت أحمد رسالة
من شهد فتحها وهو يتحرق شوقا لمعرفة جواب شهد ليقرأ تلك الكلمات المكتوبة بخط كبير




آسفة كنت اتسلى

ليلى



شعر أحمد بأن الدنيا تدور من حوله ووقع مغشيا عليه من هول الصدمة

في الاسبوع التالي وصلت أحمد رسالة

فتحها بيدين مرتجفة ليقرأ


نعم أنا ليلى ربما نسيتها او تناسيتها

أنا ابنة الجيران التي أغويتها بقصاصات من الورق

مازلت اذكر اول قصاصة أرسلتها مع أختك الصغيرة

ثم توالت رسائلك حتى تعودت عليها وتعودت عليك

ورسمت لك صورة في مخيلتي على إنك ملاك

لذلك وافقت على مهاتفتك ومن ثم مقابلتك

أصبحت أنت الحلم الذي يرادوني كل ليلة

أصبحت أنت فارسي

أصبحت أنت كل شيء بحيااتي

وكلما تقدم أي عريس فأني أرفض دون إن أفصح عن الأسباب

فحيرت أهلي بذلك حتى قرر والدي أجباري على الزواج

فأرسلت لك مستغيثة هيا تقدم لخطبتي وسأختارك أنت

لترسل أنت تلك القصاصة

وتطعني بقولك إنك كنت تتسلى

وبانك لاتتزوج من سولت لها نفسها باختراق العادات ومحادثة شاب غريب

لكني أراك اليوم أعجبت بشهد متناسي كل العادات والتقاليد

أين هي مبادئك وتقاليدك التي لا تحيد عنهااا

لا تعتقد باني راسلتك لإنك مازلت تعني لي شيء

بل على العكس راسلتك لأنتقم لذاتي و لكبريائي التي جرحتها يوما

فالمرأة لا تنسى أي أهانة وجُهت لها خصوصا إذا ما كانت من رجل

في النهاية اشكرك لإنك جعلتني أشعر بقيمة زوجي أكثر فانا اليوم اسكن معه هنا في كندا بسعادة

زوجي كان المنقذ لي منك

أحمد الله لأنك لم تكن من نصيبي

سأتركك الآن لتعيش مع عاداتك وتقاليدك

ليلى ( ابنة الجيران )





 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس