عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2019, 10:10 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي كتب على نفسه الرحمة ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


===================================

======== { كتب على نفسه الرحمة } الأنعام .

إن الذي يستوقف النظر في هذا النص هو ذلك التفضل ..

تفضل الخالق المالك ذي السلطان القاهر فوق عباده ..

تفضله – سبحانه – بأن يجعل رحمته بعباده في هذه الصورة .. مكتوبة عليه .. كتبها هو على نفسه ، و جعلها عهدا منه لعباده بمحض إرادته و مطلق مشيئته ..

و هي حقيقة هائلة لا يثبت الكيان البشري لتمليها و تأملها و تذوق وقعها ، حين يقف لتدبرها في هذه الصورة العجيبة .



======== كذلك يستوقف النظر مرة أخرى ذلك التفضل الآخر الذي يتجلى في إخباره لعباده بما كتبه – سبحانه – على نفسه من رحمته .

فمن هم العباد حتى تبلغ العناية بهم أن يبلغوا ما جرت به إرادة الله في الملأ الأعلى ؟..

و أن يبلغوا بكلمات منه سبحانه يحملها إليهم رسوله ؟ ..

من هم ؟ إلا أنه الفضل العميم ، الفائض من خلق الله الكريم .

إن تدبر هذه الحقيقة على هذا النحو ليدع القلب في عجب و في دهش ، كما يدعه في أنس و في روح لا تبلغ الكلمات أن تصور جوانبه و حواشيه .



======== و رحمة الله تفيض على عباده جميعا ، و تسعهم جميعا .. و بها يقوم وجودهم و تقوم حياتهم .

و هي تتجلى في كل لحظة من لحظات الوجود أو لحظات الحياة للكائنات ..

_ إنها تتجلى ابتداء في وجود البشر ذاته .

في نشأتهم من حيث لا يعلمون .

و في إعطائهم هذا الوجود الإنساني الكريم بكل ما فيه من خصائص يتفضل بها الإنسان على كثير من العالمين .

_ و تتجلى في تسخير ما قدر الله أن يسخره للإنسان من قوى الكون و طاقاته .

و هذا هو الرزق في مضمونه الواسع الشامل الذي يتقلب الإنسان في بحبوحة منه في كل لحظة من لحظات حياته .

_ و تتجلى في تعليم الله للإنسان ، بإعطائه ابتداء الاستعداد للمعرفة ، و تقدير التوافق بين استعداداته هذه و إيحاءات الكون و معطياته .

_ و تتجلى في رعاية الله لهذا الخلق بعد استخلافه في الأرض ، بموالاة إرسال الرسل إليه بالهدى كلما نسي و ضل ، و أخذه بالحلم كلما لج في الضلال ، و لم يسمع صوت النذير .

و هو على الله هين .

و لكن رحمة الله وحدها هي التي تمهله ، و حلم الله وحده هو الذي يسعه .

_ و تتجلى في تجاوز الله – سبحانه – عن سيئاته إذا عمل السوء بجهالة ، و بكتابة الرحمة على نفسه ممثلة في المغفرة لمن أذنب ثم أناب .

_ و تتجلى في مجازاته عن السيئة بمثلها ، و مجازاته على الحسنة بعشر أمثالها .

و المضاعفة بعد ذلك لمن يشاء و محو السيئة بالحسنة .

و كله من فضل الله .

فلا يبلغ أحد أن يدخل الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته حتى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كما قال عن نفسه في معرفة كاملة بعجز البشر و فضل الله .


 


رد مع اقتباس