حب مقتول
يُقال حب الرجال كالكتابة على الماء .. وإخلاصهم كالكتابة على الرمال
مقولة للأسف لا تفهمها المرأة إلا حين تُصدم بمن تحب
لتكتشف أن قلبها العاشق كان محرابا من ذهب أحتضن تمثالا من طين ..
لا شعور له ولا روح
فالرجل المحب هو من لا يستطيع أن يخفي عن من يحبها شيئا
حتى لو كان ليس ذا قيمة
وكلما كان واضحا معها كلما زاد التصاقها به و ثقتها به واعتمادها عليه وافتخارها به
و العكس صحيح فكلما زاد غموضه زاد ابتعادها عنه و خوفها منه
هناك لحظات في حياة الرجل يشعر فيها بالحاجة لمن تحبه أن تكون بجانبه
ولكنه في لحظات أخرى يعلن استغناءه عنها
ليتركها غير مكترث بها !! تتجرع قسوته ومرارة أفعاله
و أكبر عذاب نفسي للمرأة و أشد ما يؤرقها غياب من تحب عنها وهو موجود معها
حيث تشعر بأنه شخص غريب تخافه !!
و بدلا أن يقترب منها ليؤانسها
يبتعد عنها أكثر بقلة اهتمامه و جمود مشاعره
حتى الهجر في القرآن الكريم له أسبابه وهو دليل اهتمام من الرجل بزوجته
لأنه يريد بهجره أصلاح حياته معها ولكن حين يهجر ليصلح حياته- ربما مع أخرى -
فهذا ما لا تطيقه أي امرأة فهو بالإضافة إلى قلة اكتراثه بها وشعورها
أن وجودها كعدمه هناك غموض فيه يحجزها عنه
كل ذلك يسبب لها ألما لا تُشفى منه
حتى لو عادت العلاقة و حدث الرضا بين الطرفين
إذا أحبت المرأة أصبح الحب قدرها و ليس جزء من القدر
كما هو الحال بالنسبة للرجل
فالحب بالنسبة للمرأة يكون كل شيء في حياتها بل هو كل حياتها
أما الرجل فالحب لديه لعبة يحتضنها وقت ما يشاء
و يرميها بعيدا عنه متى ما وجد لعبة تكون في عينيه أجمل
حينذاك يحدث للمرأة ما يسمى بانتكاسة المشاعر
فتكره المرأة الرجل إلى درجة الموت لأنها كانت تحبه إلى درجة الموت و ربما تنتقم منه بشتى الصور
و ما أصعب حينذاك أن يُقتل الحب
و لا يدفن و ولا يقبل حتى فيه العزاء
دمتم بحب صادق