عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2018, 06:34 PM   #9
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وفي الوعظ زاد

يحتاج قلب الإنسان إلى شحنات تهزّه ، وإلى غذاء يُحييه ،

وليس مثل مجالس الوعظ شيء :

يرقق القلب القاسي ، ويُليّن العين الجامدة ، ويرج النفس الكسولة ،
ويقرع سمع الروح ، بمعاني التذكير ، فيعيد إليها الحيوية
ويفجّر فيها الأشواق العلوية القدسية ,,فكونوا معنا والملائكة تحفنا بأذن الله



نكمل موضوع مجاهدة النفس ووسوسة الشيطان

فلنتأمل جيدآ هذا البيت


ما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه *** فاحذر على القلب من قلبٍ وتقليبِ


تارة يملؤه الإيمان ويشف ويرف ويرق ..
وتارة ويتكدر بسبب الغفلات والزلات والهفوات ..


ولكن علينا أن نثق تماما أن :
القلب المتقلب إذا بقي صاحبه يراقبه ويجاهد نفسه ،

فإنه يوشك أن يستقر على خير ان شاء الله

المهم

أن تبقى المحاولة مستمرة ..وان يبقى العزم متوهجا ..

بلا يأس ، ولا ملل .. ولا كلل

وان تبقى النية _ مع العمل _ ثم علينا أن نثق :

أن الله لن يضيعنا حاشاه سبحانه ما دمنا صادقين في الإقبال عليه ..

من ذا الذي أقبل عليه فرده ؟
ومن ذا الذي طرق بابه فطرده ؟ومن ذا الذي رفع يديه إليه ، فردهما صفرا عليه ؟
بل من اذ الذي أقبل عليه ، فلم يقبل عليه إقبالا مضاعفابل وكما جاء في كتابه الكريم :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)


فما دمت في جهاد مع نفسك الأمارة من أجل أن تستقيم ..

فثق أنه سيهديك ويوفقك
علينا أن نثق ثقة كبيرة بربنا ومولانا جل جلاله
فإنه عند حسن ظن عبده به
علينا أن نتحلى بلسان ذاكر ... وقلب شاكر

وبدن نوجهه إلى دوائر الطاعات وبذل ما نستطيع

وعند ذلك نثق أننا أقرب مما نتصور .. أقرب إلى كل خير ..

فإذا حدثت زلة بسبب غفلة عارضة .. وهفونا .. وتعثرنا ..
فلا يضحكن عليك الشيطان الرجيم

ويوسوس لك أنه لا أمل مما تقوم به لأنك لست مقبولا بدليل أنك دائماً تتعثر !!
عجييب ، أصبح الشيطان ناصحا .. !!


إياك وإياه .. بل يجب علينا أن نخزيه .. وأن نقهره .. وأن نغيظه ..

كيف ذلك ..؟
بسرعة العودة إلى الله في ندم ، متضرعين دامعة أعيننا ..

مستغفرين ذاكرين .. ثم نعزم ان نعوض فترة انقطاعنا عن ربنا

بمزيد من عمل الطاعات .. لعل هذه تغطي تلك ..

( .. إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )

بهذا سيتعب معك الشيطان .. ولقد ورد في الحديث

أن شيطان المؤمن الصادق مهزول !صحيح هو لن يتركك ..

وسيظل يتربص بك الدوائر

لكن أثره سيكون عابرا وهجماته عليك ستكون قليلة ،

ووطأته تكون أخف بعون الله ..

..لماذا ..؟

أولا : لأنك محصن من قِبل الرحمن بما تتقرب به إليه من أذكار وطاعات ..

هذه واحدة . ولكن هناك شيء أعجب من هذا

وبالمثال يتضح المقال :

لكن هناك شرط ..شرط يدفعكم إلى الخير ويزيدكم قرباً من الله جل في علاه ..

شرطي يسيط وسهل وميسور ولن يكلف أحدكم الشيء الكثير

فقط يريد همة وعزيمة وشيء من الجرأة


شرطي هو :

ان تعيد قراءة هذا الموضوع عدة مرات ..

ثم تبادر بنقله إلى أكبر عدد ممن حولك أو ممن تتصل

به فالدال على الخير كفاعله ..



وثق أن تكرار حديثك حول هذه القضية سيقررها في قلبك مع الأيام


حتى تستقر في قلبك ، فإذا استقرت سترى ثمراتها وبركاتها عليك بوضوح ..


الشيطان ( قاطع طريق ) يتربص بنا عند مفارق الطرق ، وعلينا أن نحذر ..

فإذا أحسسنا بوسوسته .. واتضحت لنا فعلينا أن نقلب الأمر

فنعمل بعكس ما يشير به علينا ونزيد من نشاطنا في الطاعات

ولا أقل من أن نفزع للصلاة ولو ركعتين

أو نفزع للصدقة لو كنا نمشي في شارع

أو نفزع إلى القرآن لو كنا في مقر عملناأو نفزع إلى التضرع والمناجاة والدعاء


فكلما وسوس إليك بمعصية ، بادر أنت بعمل طاعة

وحتى لو تمكن منك فوقعت في تلك المعصية وتلطخت بها ..

شمر لعمل طاعة مضاعفة تعوض بها ما فاتك أثناء زلتك ..

وابق على هذا الحال .. مجاهدا لنفسك :

تحذر وتخاف وترجو .. فإذا وسوس لك الشيطان بمعصية :

فافزع إلى طاعة

وبادر بعمل خير مما يتيسر بين يديك .. لتعوض ما فاتك ..





 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس