إن الإسلام دين أسرة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== إن المؤمن مكلف هداية أهله وإصلاح بيته كما هو مكلف هداية نفسه و إصلاح قلبه ..
إن الإسلام دين أسرة و من ثم يقرر تبعة المؤمن في أسرته و واجبه في بيته ..
و البيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة و هو الخلية التي يتألف منها و من الخلايا الأخرى ذلك الجسم الحي .. المجتمع الإسلامي .
======== إن البيت الواحد قلعة من قلاع هذه العقيدة و لا بد أن تكون القلعة متماسكة من داخلها حصينة في ذاتها ..
كل فرد فيها يقف على ثغرة لا ينفذ إليها و إلا تكون كذلك سهل اقتحام المعسكر من داخل قلاعه فلا يصعب على طارق و لا يستعصي على مهاجم .
======== و واجب المؤمن أن يتجه بالدعوة أول ما يتجه إلى بيته و أهله ..
واجبه أن يؤمن هذه القلعة من داخلها .. واجبه أن يسد الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيداً .
======== و لا بد من الأم المسلمة . فالأب المسلم وحده لا يكفي لتأمين القلعة ..
و من ثم كان القرآن يتنزل للرجال و للنساء و كان ينظم البيوت و يقيمها على المنهج الإسلامي و كان يحمل المؤمنين تبعة أهليهم كما يحملهم تبعة أنفسهم . { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً }.
إن أول جهد ينبغي أن يوجه إلى البيت إلى الزوجة . إلى الأم . ثم إلى الأولاد وإلى الأهل بعامة ..
و يجب الاهتمام البالغ بتكوين المسلمة لننشئ البيت المسلم .. وينبغي لمن يريد بناء بيت مسلم أن يبحث له أولا عن الزوجة المسلمة و إلا فسيتأخر طويلاً بناء الجماعة الإسلامية و سيظل البنيان متخاذلاً كثير الثغرات .
======== و قي الجماعة المسلمة الأولى كان الأمر أيسر مما هو في أيامنا هذه .
كان المجتمع يهيمن عليه الإسلام بتصوره النظيف للحياة البشرية و كان المرجع فيه ، مرجع الرجال و النساء جميعاً إلى الله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – وإلى حكم الله و حكم رسوله – صلى الله عليه و سلم –
كان الأمر سهلاً بالنسبة للمرأة لكي تصوغ نفسها كما يريد الإسلام و كان الأمر سهلاً بالنسبة للرجال كي ينصحوا أزواجهم و يربوا أبناءهم على منهج الإسلام .
======== نحن الآن في موقف متغير .. نحن نعيش في جاهلية .. جاهلية مجتمع .. و جاهلية تشريع .. و جاهلية أخلاق و جاهلية تقاليد .. و جاهلية آداب .. و جاهلية ثقافة ...
و المرأة تتعامل مع هذا المجتمع الجاهلي و تشعر بثقل وطأته الساحقة حين تهم أن تلبي الإسلام ، سواء اهتدت إليه بنفسها أو هداها إليه زوجها أو أخوها أو أبوها .
و ما من شك أن ضغط المجتمع و تقاليده على حس المرأة أضعاف ضغطه على حس الرجل ...
و هنا يتضاعف واجب الرجل المؤمن . إن عليه أن يقي نفسه النار ثم عليه أن يقي أهله و هم تحت هذا الضغط الساحق و الجذب العنيف .
|