و إنك لعلى خلق عظيم ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { وإنك لعلى خلق عظيم } القلم .
وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم – و يثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود ، و يعجز كل قلم ، و يعجز كل تصور عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود .
وهي شهادة من الله ، في ميزان الله ، لعبد الله ، و مدلول الخلق العظيم هو ما هو عند الله مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين .
======== إن إطاقة محمد – صلى الله عليه و سلم – لتلقي هذه الكلمة من هذا المصدر و هو ثابت .. تلقيه لها في طمأنينة و في تماسك و في توازن ..هو ذاته دليل على عظمة شخصيته فوق كل دليل .
======== و الله أعلم حيث يجعل رسالته ، و ما كان إلا محمد – صلى الله عليه و سلم – بعظمة نفسه هذه – من يحمل هذه الرسالة الأخيرة فيكون كفئاً لها كما يكون صورة حية منها .
إن هذه الرسالة من الكمال و الجمال ، والعظمة و الشمول ، و الصدق و الحق ، بحيث لا يحملها إلا الرجل الذي يثني عليه الله هذا الثناء .
فتطيق شخصيته كذلك تلقي هذا الثناء في تماسك و توازن و طمأنينة .. طمأنينة القلب الكبير الذي يسع حقيقة تلك الرسالة و حقيقة هذا الثناء ...
ثم يتلقى – بعد ذلك – عتاب ربه له و مؤاخذته إياه على بعض تصرفاته بذات التماسك و ذات التوازن و ذات الطمأنينة و يعلن هذه كما يعلن تلك لا يكتم من هذه شيئاً و لا تلك .. و هو في كلتا الحالتين النبي الكريم و العبد الطائع والمبلغ الأمين .
======== إن حقيقة هذه النفس من حقيقة هذه الرسالة .. و إن عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة و إن الحقيقة المحمدية كالحقيقة الإسلامية لأبعد من مدى أي مجهر يملكه بشر .
======== إنه محمد – صلي الله عليه و سلم – وحده
_ هو الذي يرقى إلى هذا الأفق من العظمة .
_ هو الذي يبلغ قمة الكمال الإنساني المجانس لنفخة الله في الكيان الإنساني .
_ هو الذي يكافئ هذه الرسالة الكونية العالمية الإنسانية حتى لتتمثل في شخصه حية تمشي على الأرض في إهاب إنسان .
_ الذي علم الله منه أنه أهل لهذا المقام .
و الله أعلم حيث يجعل رسالته و أعلن في هذه أنه على خلق عظيم .. و أعلن في الأخرى أنه _ جل شأنه و تقدست ذاته و صفاته يصلي عليه هو و ملائكته " إن الله و ملائكته يصلون على النبي "
و هو – جل شأنه – وحده القادر على أن يهب عبداً من عباده ذلك الفضل العظيم .
|