عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2019, 10:23 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكاليف عبادة الطاغوت ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


===================================
======== إن الذي يعود إلى ملة الطاغوت والجاهلية ..

التي لا يخلص فيها الناس الدينونة و الطاعة لله وحده ..

و التي يتخذ الناس فيها أربابا من دون الله يقرون لهم بسلطان الله ..

إن الذي يعود إلى هذه الملة – بعد إذ قسم الله له الخير و كشف له الطريق ، و هداه إلى الحق ، و أنقذه من العبودية للعبيد – إنما يؤدي شهادة كاذبة على الله و دينه .

شهادة مؤداها أنه لم يجد في ملة الله خيراً فتركها و عاد إلى ملة الطاغوت ..

أو مؤداها – على الأقل – أن لملة الطاغوت حقاً في الوجود ، و شرعية في السلطان ، و أن وجودها لا يتنافى مع الإيمان بالله .



======== فهو يعود إليها و يعترف بها بعد أن آمن بالله .. و هي شهادة خطيرة و أخطر من شهادة من لم يعرف الهدى ، ولم يرفع راية الإسلام .

شهادة الاعتراف براية الطغيان . و لا طغيان وراء اغتصاب سلطان الله في الحياة .

======== إن تكاليف العبودية للطواغيت فاحشة – مهما لاح فيها من السلامة و الأمن و الطمأنينة على الحياة و المقام و الرزق .

إنها تكاليف بطيئة طويلة مديدة .. تكاليف في إنسانية الإنسان ذاته فهذه الإنسانية لا توجد .. و الإنسان عبد للإنسان ..

و أي عبودية شر من خضوع الإنسان لما يشرعه له إنسان ... و أي عبودية شر من تعلق قلب إنسان بإرادة إنسان آخر به و رضاه أو غضبه عليه . و أي عبودية شر من أن تتعلق مصائر إنسان بهوى إنسان مثله و رغباته و شهواته . و أي عبودية شر من أن يكون للإنسان خطام أو لجام يقوده منه كيفما شاء إنسان .



======== إن عبادة الطاغوت عظيمة التكاليف في النفس و المال و العرض .

يكلفهم أولادهم إذ ينشئهم كما شاء على ما شاء من التصورات و الأفكار و الأخلاق و التقاليد و العادات .

فوق ما يتحكم في أرواحهم و في حياتهم ذاتها ، فيذبحهم على مذبح هواه ، و يقيم من جماجمهم و أشلائهم أعلام المجد لذاته ثم يكلفهم أعراضهم في النهاية ..

حيث لا يملك أب أن يمنع فتاته من الدعارة التي يريدها بها الطواغيت سواء في صورة الغصب المباشر أو في صورة تنشئهن على تصورات و مفاهيم تجعلهن نهبا مباحا للشهوات تحت أي شعار ..

و تمهد لهن الدعارة و الفجور تحت أي ستار ..

و الذي يتصور أنه ينجو بماله و عرضه و حياته و حياة أبنائه و بناته في حكم الطواغيت من دون الله . إنما يعيش في وهم أو يفقد الإحساس بالواقع .


 


رد مع اقتباس