للنظر كيف تعملون ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون } يونس .
و هي لمسة قوية للقلب البشري إذ يدرك أنه مستخلف في ملك أديل من مالكيه الأوائل ، و أجلي عنه أهله الذين سبق لهم أن مكنوا فيه ..
و أنه هو بدوره زائل عن هذا الملك ، و إنما هي أيام يقضيها فيه ممتحناً بما يكون منه ، مبتلى بهذا الملك ، محاسباً على ما يكسب بعد بقاء فيه قليل .
======== إن شعور الإنسان بأنه مبتلى و ممتحن بأيامه التي يقضيها على الأرض ، و بكل شيء يملكه ، و بكل متاع يتاح له يمنحه مناعة ضد الاغترار و الانخداع و الغفلة ..
و يعطيه وقاية من الاستغراق في متاع الحياة الدنيا ، و من التكالب على هذا المتاع الذي هو مسؤول عنه و ممتحن فيه .
======== ليجعله شديد التوقي ، شديد الحذر ، شديد الرغبة في الإحسان ، و في النجاة أيضاً من هذا الامتحان .
و هذا مفرق الطريق بين التصور الذي ينشئه الإسلام في القلب البشري بمثل هذه اللمسات القوية ، و التصورات التي تخرج الرقابة الإلهية و الحساب الأخروي من حسابها .
و الذين يتصورون أنه من الممكن تطعيم الحياة الإسلامية ، و النظام الإسلامي بمنتجات حياة أخرى و نظام أخر ، لا يدركون طبيعة الفوارق الجذرية العميقة بين الأسس التي تقوم عليها الحياة في الإسلام و التي تقوم عليها الحياة في كل نظام بشري من صنع الإنسان .
|