و ما كان عطاء ربك محظوراً ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ... } الإسراء .
فإن من أراد أن يعيش لهذه الدنيا وحدها ، فلا يتطلع إلى أعلى من الأرض التي يعيش فيها ، فإن الله يعجل له حظه في الدنيا حين يشاء ..
ثم تنتظره في الآخرة جهنم عن استحقاق .
فالذين لا يتطلعون إلى أبعد من هذه الأرض يتلطخون بوحلها و دنسها و رجسها ، و يستمتعون فيها كالأنعام ، و يستسلمون فيها للشهوات و النزعات .
و يرتكبون في سبيل تحصيل اللذة الأرضية ما يؤدي بهم إلى جهنم .
======== { و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً } .
و الذي يريد الآخرة لا بد أن يسعى لها سعيها ، فيؤدي تكاليفها ، و ينهض بتبعاتها ، و يقيم سعيه لها على الإيمان .
و ليس الإيمان بالتمني و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل .
و السعي للآخرة لا يحرم المرء من لذائد الدنيا الطيبة ، إنما يمد بالبصر إلى آفاق أعلى فلا يكون المتاع في الأرض هو الهدف و الغاية .
و لا ضير بعد ذلك من المتاع حين يملك الإنسان نفسه ، فلا يكون عبدا لهذا المتاع .
======== إن الحياة للأرض حياة تليق بالديدان و الزواحف و الحشرات و الهوام و الوحوش و الأنعام .
فأما الحياة للآخرة فهي الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله ، الذي خلقه فسواه ، و أودع روحه ذلك السر الذي ينزع به إلى السماء و إن استقرت على الأرض قدماه .
======== على أن هؤلاء و هؤلاء إنما ينالون من عطاء ربك .
سواء منهم من يطلب الدنيا فيعطاها ، و من يطلب الآخرة فيلقاها .
و عطاء الله لا يحظره أحد و لا يمنعه ، فهو مطلق تتوجه به المشيئة حيث تشاء .
{ كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظوراً }
|