عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2019, 10:24 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الذي أحسن كل شيء خلقه ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


===================================

======== { الذي أحسن كل شيء خلقه } السجدة .

و اللهم إن هذا هو الحق الذي تراه الفطرة و تراه العين ويراه القلب و يراه العقل .

الحق المتمثل في أشكال الأشياء ، و وظائفها ، و في طبيعتها منفردة و في تناسقها مجتمعة ، و في هيئاتها و أحوالها و نشاطها و حركاتها ، و في كل ما يتعلق بوصف الحسن و الإحسان من قريب أو من بعيد .



======== سبحانه !

هذه صنعته في كل شيء ، هذه يده ظاهرة الآثار في الخلائق ، هذا كل شيء خلقه يتجلى فيه الإحسان و الإتقان ، فلا تجاوز و لا قصور ، و لا زيادة عن حد الإحسان و لا نقص ، و لا إفراط و لا تفريط ، في حجم أو شكل أو صنعة أو وظيفة .

كل شيء مقدر لا يزيد عن حد التناسق الجميل الدقيق و لا ينقص ، و لا يتقدم عن موعده و لا يتأخر ، و لا يتجاوز مداه و لا يقصر ..

كل شيء من الذرة الصغيرة إلى أكبر الأجرام ، و من الخلية الساذجة إلى أعقد الأجسام . كلها يتجلى فيها الإحسان و الإتقان



======== كل شيء .. و كل خلق ، مصنوع ليؤدي دوره المقسوم له في رواية الوجود ، معد لأداء هذا الدور إعدادا دقيقا مزود بالاستعدادات و الخصائص التي تؤهله لدوره تمام التأهيل

كل شيء .. كل شيء .. حيثما امتد البصر متقن الصنع . بديع التكوين . يتجلى فيه الإحسان و الإتقان .



======== و العين المفتوحة و الحس المتوفز و القلب البصير ، ترى الحسن و الإحسان في هذا الوجود بتجمعه ، و تراه في كل أجزائه و أفراده .

و التأمل في خلق الله حيثما اتجه النظر أو القلب أو الذهن يمنح الإنسان رصيدا ضخما من ذخائر الحسن و الجمال ، و من إيقاعات التناسق و الكمال ، تجمع السعادة من أطرافها بأحلى ما في ثمارها من مذاق ، و تسكبها في القلب البشري و هو يعيش في هذا المهرجان الإلهي الجميل البديع المتقن ..

يتملى آيات الإحسان و الإتقان في كل ما يراه وما يسمعه و ما يدركه في رحلته على هذا الكوكب ..

و يتصل من وراء أشكال هذا العالم الفانية بالجمال الباقي المنبثق من جمال الصنعة الإلهية الأصيلة .



======== و لا يدرك القلب شيئا من هذا النعيم في رحلته الأرضية إلا حين يستيقظ من همود العادة ، و من ملالة الألفة .

و إلا حين يتسمع لإيقاعات الكون من حوله ، و يتطلع إلى إيحاءاته ..

و إلا حين يبصر بنور الله فتتكشف له الأشياء عن جواهرها الجميلة كما خرجت من يد الله المبدعة ..

و إلا حين يتذكر الله كلما وقعت عينه أو حسه على شيء من بدائعه ، فيحس بالصلة بين المبدع و ما أبدع فيزيد شعوره بجمال ما يرى و ما يحس ، لأنه يرى حينئذ من وراءه جمال الله و جلاله .


 


رد مع اقتباس