ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق ... } الحديد .
إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ، و استبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها ، و نزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور ، و أراها من آياته في الكون و الخلق ما يبصر و يحذر .
======== عتاب فيه الود ، و فيه الحض ، و فيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله ، و الخشوع لذكره ، و تلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة و الخشية ، و الطاعة و الاستسلام ، مع رائحة التنديد و الاستبطاء في السؤال :
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق؟.
======== و إلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ و التقاعس عن الاستجابة ، و بيان لما يغشى القلوب من الصداء حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ، و ما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ، و حين لا تخشع للحق .
======== إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان .
وهو يشف و يشرق فيفيض بالنور ، و يرف كالشعاع ، فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير و لا تذكر تبلد و قسا ، و انطمست إشراقته و أظلم و أعتم .
فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر و يخشع ، و لا بد من الطرق عليه حتى يرق و يشف ، و لا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد و القساوة .
======== و لكن لا يأس من قلب خمد و تبلد و جمد و قسا فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ، و أن يشرق فيه النور ، و أن يخشع لذكر الله .
فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، و تزخر بالنبت و الزهر ، و تمنح الأكل و الثمار و كذلك القلوب حين يشاء الله .
{ اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } الحديد .
|