عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2018, 10:38 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .

===================================

======== { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق ... } الحديد .

إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم ، و استبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها ، و نزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور ، و أراها من آياته في الكون و الخلق ما يبصر و يحذر .



======== عتاب فيه الود ، و فيه الحض ، و فيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله ، و الخشوع لذكره ، و تلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة و الخشية ، و الطاعة و الاستسلام ، مع رائحة التنديد و الاستبطاء في السؤال :

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق؟.



======== و إلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ و التقاعس عن الاستجابة ، و بيان لما يغشى القلوب من الصداء حين يمتد بها الزمن بدون جلاء ، و ما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله ، و حين لا تخشع للحق .



======== إن هذا القلب البشري سريع التقلب ، سريع النسيان .

وهو يشف و يشرق فيفيض بالنور ، و يرف كالشعاع ، فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير و لا تذكر تبلد و قسا ، و انطمست إشراقته و أظلم و أعتم .

فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر و يخشع ، و لا بد من الطرق عليه حتى يرق و يشف ، و لا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد و القساوة .



======== و لكن لا يأس من قلب خمد و تبلد و جمد و قسا فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة ، و أن يشرق فيه النور ، و أن يخشع لذكر الله .

فالله يحيي الأرض بعد موتها ، فتنبض بالحياة ، و تزخر بالنبت و الزهر ، و تمنح الأكل و الثمار و كذلك القلوب حين يشاء الله .

{ اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها } الحديد .


 


رد مع اقتباس