عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2018, 02:00 AM   #8
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو ذياب مشاهدة المشاركة

" أسباب الإنحلال الأخلاقي في مجتمعنا "


إن الناظر في أحوال مجتمعنا اليوم لا شك أنه سيجد أمور
غريبة منكرة لا يقبلها عاقل ولا يرتضيها ذو رشد ,, ولا أجد
ما أصفها به إلا بـ "الإنحلال الأخلاقي" وأعتقد بأن أحد
الأسباب الرئيسية لهذا الإنحلال هو "الإعلام" ..


في البداية علينا أن نتفهم حقيقة أن الانحلال الأخلاقي
- الذي يهمنا وكما فهمته من الموضوع – تعود جذوره إلى
الصراع بين الحضارات، فما نراه انحلالاً أخلاقياً لا يراه الآخرون
كذلك ، فالصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية
قائم ومستمر ، وقد تتفق الحضارتان في بعض الأمور ، لكنها
تتعارض في أمور أخرى تمس ما اعتادوا عليه في مجتمعاتهم
المتحررة ، وما اعتدنا عليه في مجتمعاتنا المحافظة ، والحضارة
الأقوى تأثر بقدر قوتها وحاجة الحضارة الأخرى لها ..وكذلك
الصراع بين السياسات ، فقد تمارس الدولة الأقوى ضغوطاً
سياسية على ما دونها لتجعلها تسير في موكبها بقدر الإمكان ،
وبأي شكل من الأشكال .. ثم الصراع بين الثقافات والاتجاهات
الفكرية حتى في المجتمع الواحد ، فكل إناء بما فيه ينضح ..

فالصراع من أجل البقاء وغالباً التأثير للأقوى عموماً ..،
وهذا الصراع الأزلي صوره ديننا في مجمله بالصراع بين الحق
والباطل ، بين الخير والشر ، بين الفضائل والرذائل ، بين ما اختاره
الله للبشر من خير ، وبين ما اختاره البشر لأنفسهم بأهوائهم
من شر ، بحسب ما تقتضيه حكمة الله سبحانه وتعالى في هذا
الصراع والتباين فيما يتعلق بسنة كونية بين البشر .

ولذلك قال الله تعالى في أصل هذا الصراع :
(( ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} (الإسراء:56)، وقوله
عز وجل: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا
الحق من ربهم} (محمد:
3)

فبقاء الانحلال الأخلاقي والفساد ودعاته وأنصاره في كل عصر ،
ويقابله الهدى والصلاح ودعاته وأنصاره ، هو ضمن صراع دائم ،
وفق سنة إلهية لا مرد لها .

ولا ننس ما خلفه الاستعمار لبعض البلدان الإسلامية من آثار ،
وترسبات وبصمة لا تكاد تزول في هذا الشأن ..

ثم إننا – بعد هذا كله - في زمن الفتن التي أشارت إليها بعض
الأحاديث ، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : : ويل للعرب
من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ،
ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك
يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال على الشوك.
صححه الأرناؤوط، وفي رواية الترمذي: يأتي على الناس زمان
الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. ..صححه الألباني.

ومما ساعد على ظاهرة الانحلال الأخلاقي في مجتمعاتنا الإسلامية
بصورة مباشرة عوامل كثيرة من أهمها :

أولاً / تعدد الوسائل الإعلامية المؤثرة والجاذبة التي ساهمت في نشر
هذا الانحلال الأخلاقي مثل الأفلام والمسلسلات بما فيها من مشاهد
فاضحة وفكر منحط يثير الغرائز ويجمل صور أبطالها وبطلاتها في
عيون
الناشئة ؛ فيكون التأثر بهم وتقليدهم .
وفي المقابل نجد وسائل الدعوة إلى الخير والتربية الصالحة وسائل
تقليدية
في أغلبها ، أو على أقل تقدير لا تصل إلى مستوى الجذب
التي تتمتع به الوسائل الأخرى .


ثانياً / انفتاح العالم بعضه على بعض ، وكأنه بيت واحد كبير ، عن
طريق
القنوات الفضائية ، والانترنت ، مع توفر أجهزة الجوال
والحاسوب لكل الطبقات ،
ولكل الأعمار ، مما يصعب مهمة الرقابة
وحماية الناشئة من التأثر
بما يخدش الدين والحياء ويشغل الناشئة عن
دينهم والعمل والتخلق به .


ثالثاً / فصل الناشئة عن القدوة الحسنة ، وانشغالهم بمتابعة أبطال
الكورة ،
ونجوم الغناء ونحوهم ، فصاروا أقرب إليهم مظهراً
ومضموناً ، بل يرونهم
مثلهم الأعلى ، ويتمنون الوصول لما
وصلوا إليه من نجومية .


رابعاً / التطرف في الدين . - في تصوري - أنه جر تهماً باطلة على
دين الإسلام
وأهله ، مما ساهم في النفور منه، وتحسين صورة
المجتمعات الغربية المتحضرة
بما فيها من انحلال أخلاقي .على الأقل
عند طوائف من الناس.


هذا والله أعلم ..

وأترك باقي الإضافات لمن أراد أن يضيف ويكمل ؛ فالموضوع
يحتاج للمزيد من المشاركات .



وتقبل مني أخي العزيز / أبو ذياب
عاطر الود والتقدير ..


 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس