و نبلوكم بالشر و الخير فتنة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
======== { و نبلوكم بالشر و الخير فتنة }.
هي أن الرخاء ابتلاء من الله للعباد و فتنة .
و الصبر على الرخاء والقيام بواجب الشكر عليه و الإحسان فيه أشق و أندر من الصبر على الشدة على عكس ما يلوح للنظرة العجلى ...
فكثيرون هم الذين يصبرون على الشدة ويتماسكون لها بحكم ما تثيره في النفس من تجمع و يقظة و مقاومة ، و من ذكر لله و التجاء إليه و استعانة به .
حين تسقط الأسناد في الشدة فلا يبقى إلا ستره .
======== فأما الرخاء فينسي و يلهي ، و يرخي الأعضاء ، و ينيم عناصر المقاومة في النفس ، و يهيئ الفرصة للغرور بالنعمة والاستنامة للشيطان .
إن الابتلاء بالنعمة في حاجة ملحة إلى يقظة دائمة تعصم من الفتنة .
_ نعمة المال و الرزق كثيراً ما تقود إلى فتنة البطر وقلة الشكر مع السرف أو مع البخل ، وكلاهما آفة للنفس و الحياة ... _ و نعمة القوة كثيراً ما تقود إلى فتنة البطر و قلة الشكر مع الطغيان و الجور ، و التطاول بالقوة على الحق و على الناس ، و التهجم على حرمات الله ... _ و نعمة الجمال كثيراً ما تقود إلى فتنة الخيلاء و التيه و تتردى في مدارك الإثم و الغواية ... _ و نعمة الذكاء كثيراً ما تقود إلى فتنة الغرور و الاستخفاف بالآخرين و بالقيم و الموازين ...
و ما تكاد تخلو نعمة من الفتنة إلا من ذكر الله فعصمه الله .
|