عندما يباغتنا خبرٌ برحيل من نحب ،نشعر بأن سحابة
شديدة السواد تغطي جبين الشمس فجأة ، فإذا الظلام
يخيم على كل المساحات من حولنا ، فيختلط الواقــــع
بالحلم ، والحلم بالواقع ، لاتدري أيهما أصدق ، لكـن
نبضات قلوبنا ورعشتها بين أضلاعناتضعف ملامـــــح
الحلم وتقوي جانب الحقيقة المرة.هنا نعيش أشـــــــد
أنواع الحزن والألم .فكل شيء بات لا شيء.وما كان
لا شيء أصبح في أعماقنا كل شي ..آثاره التي تشغل
زوايا كثيرة من حولنا لم نكن نأبه بها من قبل ، لكنها
الآن صارت شيئاً آخر تجذبنا كثيراً وكأن روحه عادت
إليها فتشعرنا به وتحسسنا بأنه موجود بيننا . ذكراياته
بالأمس كنا نلتقطها بعدسات التصوير الثابته والمتحركة
لكنها الآن نلتقطها بأحداق أعيننا ونبروزها برموشـــــنا
هكذا ننهي مسرحية الوداع ، بطلها مفقود ، وجمهورها
يبكون ، وربما يضحكون ...يضحكون على غفلتهم عـــن
حقيقة الحياة التي يعيشونها ..
أخت ( إكليل الورد ) أدرك تماماً أن فراغاً في حياتنا يبقى
مهجوراً تملؤه الوحشة ..قد نجد صعوبة في إيجاد من يسد ه
..لكن مهما بقي فراشه دافئاً وعطره فواحاً وصدى ضحكاته
وخطواته تملأ المكان ..فإن حقيقة زوالها ستهب رويداً رويداً
ليس كثيراً أن نبقى بقرب من نحب .. لكن الكثيــــــر أن نبقى
ملفوفين بغلاف الذكرايات بقية أعمارنا !!!!
مع أطيب الأمنيات بدوام السعادة
|