عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2012, 09:08 PM   #1
ام سامح
| إدارية سابقة |


الصورة الرمزية ام سامح
ام سامح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 295
 تاريخ التسجيل :  Oct 2009
 أخر زيارة : 04-21-2013 (01:51 PM)
 المشاركات : 9,276 [ + ]
 التقييم :  26
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Darkmagenta
Q41 جمال حوار رسول الله مع غير المسلمين




بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله

~ ~ ~ ~
جمال حوار رسول الله مع غير المسلمين
~ ~ ~ ~

قد يحدث أن يعترف قومٌ بوجود قومٍ آخرين وكينونتهم، ولكنهم لا يحترمونهم ولا يوقرونهم، وقد رأينا الأوربيين في فترات متلاحقة من تاريخهم يكتبون على أبواب المطاعم والمحلات «ممنوع دخول اليهود والكلاب»! فهم وإن كانوا يعترفون باليهود كطائفة مستقلة وكينونتهم منفصلة عن النصارى، وكديانة ذُكِرَ أمرها في الإنجيل، إلا أنهم لا يحترمونهم من قريب ولا من بعيد، فيساوون بينهم وبين الكلاب في المعاملة والتعليق، بل إنهم قد يدلِّلون الكلاب ويرفقون بهم، بينما لا يفعلون ذلك مع اليهود!!
وكما فعل الأوربيون مع اليهود فعل الأمريكيون البِيض مع الأمريكيين السود أصحاب الأصول الإفريقية، فكانوا يكتبون على محلاتهم أيضًا «ممنوع دخول الزنوج والكلاب!».
إنه المنطق المنحرف نفسه الذي لا يعطي للنفس البشرية أي تقدير أو احترام.. أما الإسلام فشيء آخر...

في هذا المقال وغيره سنتعرض لمسألة احترام الإسلام للمخالفين له، وليس مجرد الاعتراف بهم فقط، وسيتم ذلك من خلال عدة صور منها:
جمال الحوار
منهج التبشير في حياته صلـى الله عليه وسلم
مدح المخالفين !!
احترام الرسل والزعماء (البروتوكول النبوي)

********************


جمال الحوار!!
*************
لقد علَّمنا الرسول صلـى الله عليه وسلم الطريقة المثلى في التعامل مع غير المسلمين، فدلَّنا على أنه لا يكفي أن تعترف بوجود الآخرين، ولكن عليك أيضًا أن تحترمهم.. ولم يكن هذا الأمر اجتهادًا منه دون وحي رباني أو أمر إلهي، بل كان موافقًا تمامًا لما جاء في كلام الله في القرآن الكريم في شأن التعامل مع المخالفين لنا في العقيدة والدين.

& يقول الله في كتابه يعلمنا طريقة التحاور مع غير المسلمين:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 24-26].

إن رسول الله صلـى الله عليه وسلم يعلم على وجه اليقين أنه على الحق والهدى، ومع ذلك أمره الله في تحاوره مع المشركين أن يقول لهم: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. إنها الأرضية المشتركة التي نقف عليها، أحدنا على حق والآخر على باطل، فلنتناقش ولنتحاور حتى نصل إلى الحقيقة الغائبة..

إنها طريقة الحوار المثلى، وغاية الأدب، ومنتهى سموِّ الأخلاق. ثم يعلِّمه الله أن يخاطبهم في أدب جمٍّ فيقول لهم: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ}!!
إنه ينسب لفظ «الجُرْم» إلى نفسه، وهو عادة يأتي في الأخطاء والزَّلاَّت، وينسب لفظ «العمل» لهم وهو يحتمل الصلاح أو الفساد. ثم إنه يُسَلِّم الأمر كله لله ، فيقول: إن الله سيجمع بيننا جميعًا يوم القيامة، ويحكم بيننا بالحق الذي يراه، فنعرف ساعتها من الذي أصاب ومن الذي أخطأ.
إنها أرقى وسيلة ممكنة من وسائل التحاور، لا تحمل أي صورة من صور العصبية والتَّزمُّت، إنما فيها كل الأدب، وكل التقدير للطرف الآخر.

& ومثل هذا يقال على ما جاء في القرآن محدِّدًا طريقة الحوار مع أهل الكتاب، قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46].
يا لَروعةَ الأسلوب!! إنه لا يطلب منا أن نتحاور مع أهل الكتاب بأسلوبٍ حَسنٍ فقط، بل يطلب منَّا دائمًا أن نبحث عن الأسلوب الأحسن والأفضل والأجمل.
هل هناك في تشريعات الأرض، وفي أقوال الفلاسفة ما يقترب من هذا الجمال الأخلاقي؟!

& ثم انظر إلى تقريب العقول وترقيق القلوب، حين يقول: {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.إنه يبعث في أهل الكتاب هِمَّة التعاون والتآلف لا التنافر والتباغض، إنَّ إلهنا واحد، وقد أنزل إلينا وإليكم كُتبًا كريمة نؤمن بها جميعًا. فلماذا الشقاق والخلاف؟!

& وعلى هذا النسق راجِع الآيات القرآنية لتستمتع بالكنوز الأخلاقية.. يقول تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

& ويقول تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109].
وحَصْر مثل هذه الآيات يصعب لكثرتها، لكن ما يهمنا هنا هو إسقاط مثل هذه الآيات والتوجيهات الربانية على حياة رسول الله ؛ لنرى أسلوب تعامله مع غير المسلمين، ومدى توقيره واحترامه لهم..


منقول للأفادة



 
 توقيع : ام سامح
الف شكر للمبدع اخى ابو سامى على التوقيع الرائع


حماكِ الله يا مصر العروبة وحماأبنائك الطيبون
ودمتي فخراً وعزاً ومنعة وجمال. ودامت راياتك العالية
خفاقة وعامرة بالخير .اللهم من أراد مصر بشر
فاجعل تدبيره في تدميره ورد كيده في نحره
واشغله بنفسه وأعلمنا بخبره وانصرنا عليه


رد مع اقتباس