الموضوع
:
أخطائنا في عشرة ذي الحجة
عرض مشاركة واحدة
11-06-2010, 02:24 AM
#
1
مـــــــلاذ
| عضو متألق |
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
15
تاريخ التسجيل :
Apr 2009
أخر زيارة :
10-20-2012 (12:12 AM)
المشاركات :
1,656 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
أخطائنا في عشرة ذي الحجة
تمهيد
: الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وبعد :
فنحن في موسم فاضل من مواسم الله (تعالى) ، ألا وهو (عشر ذي الحجة) ،
فيه من الأعمال والنوافل ما يتقرب بها العبد إلى الله (تعالى) لعله أن تصيبه نفحة من نفحاته (تعالى) ، فيسعد به في الدارين ، سعادة يأمن بها من الموت وشدته ، والقبر وظلمته ، والصراط وزلته .
و (عشر ذي الحجة) موسم فيه كثير من العبادات المتنوعة التي يمتاز بها عن غيره ، قال الحافظ في الفتح : (
والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ، وهي : الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ،
ولايتأتى ذلك في غيره
) .
لهذا رأيت تنبيه إخواني القراء إلى الأخطاء التي قد تقع من بعضهم في هذا الموسم ؛ رغبة في معرفتها وتجنبها .. والله الموفق .
أولاً
:
أخطاء عامة
:
1-
مرور عشر ذي الحجة عند بعض العامة دون أن يعيرها أي اهتمام ،
وهذا خطأ بيِّن ؛ لما لها من الفضل العظيم عند الله (سبحانه وتعالى) عن غيرها من الأيام ، فقد صح عنه أنه قال :
(
ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه فيهذه الأيام العشر
) .
2-
عدم الاكتراث بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيها :
وهذا الخطأ يقع فيه العامة والخاصة إلا من رحم الله (تعالى) ، فالواجب على
المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة ، وينتهي بنهاية أيام التشريق ،
لقوله (تعالى) : ]
وَيَذْكُرُ وا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَ اتٍ
.... [[الحج : 28] .
والأيام
المعلومات
: العشر ،
والمعدودات
:
أيام التشريق
، قاله ابن عباس (رضي الله عنهما) .
قال الإمام البخاري : (
وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ، ويكبر الناس بتكبيرهما
) ،
وذلك بشرط ألا يكون التكبير جماعيّاً ، ولا تمايل فيه ولا رقص ، ولا مصحوباً بموسيقى
أو بزيادة أذكار لم ترد في السنة أو بها شركيات ، أو يكون به صفات لم ترد عن الرسول .
3-
جهر النساء بالتكبير والتهليل ، لأنه لم يرد عن أمهات المؤمنين أنهن كبّرن بأصوات ظاهرة ومسموعة للجميع ، فالواجب الحذر من مثل هذا الخطأ وغيره .
4-
أنه أحدث في هذا الزمن زيادات في صيغ التكبير ، وهذا خطأ ؛ وأصح ما ورد فيه : ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن سلمان : قال : كبروا الله :
الله أكبر ، الله أكبر كبيراً ، ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما
[اخرجه جعفر الفريابي في كتاب العيدين ] وهو قول الشافعي وزاد : (ولله الحمد) ، وقيل :
يكبر ثلاثاً ويزيد : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ، وقيل : يكبر ثنتين ، بعدهما : لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد)
جاء ذلك عن عمر ،وعن ابن مسعود بنحوه ، وبه قال أحمد وإسحاق .
وبهذا نخلص إلى أن هناك صيغتين صحيحتين للتكبير ، هما :
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد .
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيراً .
وما ورد في بعض كتب المذاهب مثل المجموع على جلالة قدر مصنفه من زيادات على تلك الصيغة فهي غير صحيحة ، أو لعلها وردت في غير العشر الأواخر .
5-
صيام أيام التشريق ، وهذا منهي عنه ، كما ورد عن الرسول ؛ لأنها أيام عيد ، وهي أيام أكل وشرب ، لقوله : (يوم عرفة ، ويوم النحر ، وأيام
التشريق : عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب) .
6-
صيام يوم أو يومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك في عشر ذي الحجة وعليه قضاء رمضان ، وهذا خطأ يجب التنبه إليه ؛ لأن القضاء فرض والصيام في العشر سنّة ،
ولا يجوز أن تقدم السنة على الفرض .
فمن بقي عليه من أيام رمضان وجب صيام ما عليه ، ثم يَشْرع بصيام ما أراد من التطوع .
وأما الذين يجمعون القضاء في العشر مع يومي الاثنين والخميس لينالوا الأجور كما يقولون فإن هذا قول لا دليل عليه يركن إليه ، ولم يقل به أحد من الصحابة فيما نعلم ،
ولو صح فيه نص من الآثار لنقل إلينا ، والخلط بين العبادات
أمره ليس بالهين الذي استهان به أكثر العامة.
ثانياً
:
أخطاء في يوم عرفة
:
1-
من الأخطاء : عدم صيامه ، علماً بأنه من أفضل الأيام في هذه العشر ،
وهذا خطأ يقع فيه كثير ممن لم يوفق لعمل الخير ،
فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري (رضي الله عنه) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم
يوم عرفة فقال : (
يكفر السنة الماضية والسنة القابلة
) ،وهذا لمن لم يحج ؛ لنهيه عن صوم يوم عرفة بعرفات .
2-
قلة الدعاء في يوم عرفة عند أغلب الناس والغفلة عنه عند بعضهم ،
وهذا خطأ عظيم ؛ حيث يُفوِّتُ الشخص على نفسه مزية الدعاء يوم عرفة ،
فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (
خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ ، وَخَيْرُ مَا قُلتُ أنا والنّبِيّو نَ مِنْ قَبْلي : لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ الملْكُ ، وَلَهُ الحَمدُ ، وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ
) .
قال ابن عبد البر : (وفيه من الفقه : أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره ،
وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره ، وفي فضل يوم عرفة دليل على أن للأيام بعضها فضلاً على بعض ؛
إلا أن ذلك لا يُدْرَكُ إلا بالتوفيق ،
والذي أدركنا من ذلك التوفيق الصحيح : فضل يوم الجمعة ، ويوم عاشوراء ، ويوم عرفة ؛ وجاء في يوم الاثنين ويوم الخميس ما جاء ؛ وليس شيء من هذا يدرك بقياس ،
ولا فيه للنظر مدخل ، وفي الحديث أيضاً : دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب ،
وفيه أيضاً أن أفضل الذكر : لا إله إلا الله ... ) .
ثالثاً
:
أخطاء في يوم النحر
:
1-
عدم الخروج إلى مصلى العيد ، بل تجد بعض الناس لا يخرج إلى المصلى ، خاصة منهم الشباب ، وهذا خطأ ؛ لأن هذا اليوم هو من أعظم الأيام ، لحديث عبد الله بن قرط (رضي الله عنه) عن النبير قال : (
إن أعظم الأيام عند الله(تعالى ) يوم النحر ، ثم يوم القر
)
، يعني : اليوم الذي بعده .
2-
وإذا ما خرج بعضهم خرج بثياب رثة ، بحجة أنه سيحلق ويقص أظافره
ويتطيب ويستحم بعد ذبح أضحيته ، وهذا خطأ ، فينبغي للمسلم أن يتأسى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهيئة حسنة وبألبسة جديدة ذات رائحة زكية ،
لما ورد عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ، وقد صح الاغتسال قبل العيد عند بعض السلف من الصحابة والتابعين .
3-
الأكل قبل صلاة العيد ، وهذا مخالف للمشروع ، حيث يسن في عيد الأضحى ألا يأكل إلا من أضحيته ، لما ورد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي .
قال ابن قيم الجوزية : (
وأما في عيد الأضحى ، فكان لا يَطْعَمُ حتى يَرجِعَ من المصلى فيأكل من أضحيته
) .
4-
عدم تأدية صلاة العيد في المصلى ، بحجة أنها سنة ، وهذا حق ،
لكن لا ينبغي لمسلم تركها وهو قادر عليها ، بل هي من شعائر الإسلام فلزم إظهارها من الجميع كباراً وصغاراً ، رجالاً ونساءً ، ومن تركها بدون عذر فقد أخطأ خطأً عظيماً .
5-
التساهل في عدم سماع الخطبة ، فينبغي للمسلم أن يستمع للخطبة لما في هذا من الفضل العظيم .
6-
التساهل في الذهاب والإياب ، وهذا خطأ ؛ فكان من سنته أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر .
7-
التساهل بترك تهنئة الناس في العيد ، وهذا خطأ ؛ فالزيارات وتجمع العوائل مع بعضها ، والتهنئة فيما بينهم .. من الأمور المستحبة شرعاً ،
كأن يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منّا ومنكم ، ونحو ذلك من العبارات التي لا محذور فيها .
8 -
اعتقاد بعض الناس زيارة المقبرة للسلام على والد أو قريب متوفى ، وهذا خطأ عظيم ، فزيارة المقابر في هذا اليوم الفاضل بزعمهم أنهم يعايدون الموتى من البدع المحدثة في الإسلام ؛ فإن هذا الصنيع لم يكن يفعله أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وهم أسبق الناس إلى كل خير ، وقد قال الرسول الله -
صلى الله عليه وسلم- : (
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
) ، أي : مردود عليه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) : قوله : (
لا تتخذوا قبري عيداً
) قال : (
العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائداً ، إما لعود السنة أو لعودة الأسبوع أو الشهر ونحو ذلك
) ، وعلى هذا : إذا اعتاد الإنسان أن يزور المقبرة في يوم العيد من كل سنة بعد صلاة العيد وقع في الأمر المنهي عنه حيث جعل المقبرة عيداً يعود إليه كل سنة ، فيكون فعله هذا مبتدعاً محدثاً ؛ لأن الرسول لم يشرعه لنا ولا أمرنا بفعله ، فاتخاذه قربة مخالفة له) .
و نسأل الله للجميع التوفيق والسداد
والأجر والثواب
فترة الأقامة :
5498 يوم
معدل التقييم :
إحصائية مشاركات »
مـــــــلاذ
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.30 يوميا
مـــــــلاذ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مـــــــلاذ
زيارة موقع مـــــــلاذ المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها مـــــــلاذ