الرجال قوامون على الساء ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { الرجال قوامون على النساء } النساء .
إن الأسرة هي المؤسسة الأولى في الحياة الإنسانية .
الأولى من ناحية أنها نقطة البدء التي تؤثر في كل مراحل الطريق .
و الأولى من ناحية الأهمية لأنها تزاول إنشاء و تنشئة العنصر الإنساني ، و هو أكرم عناصر هذا الكون في التصور الإسلامي .
======== و المنهج الرباني يراعي هذا و يراعي به الفطرة ، و الاستعدادات الموهوبة لشطري النفس لأداء الوظائف المنوطة بكل منهما و فق هذه الاستعدادات ..
كما يراعي به العدالة في توزيع الأعباء على شطري النفس الواحدة ..
و العدالة في اختصاص كل منهما بنوع الأعباء المهيأ لها ، المعان عليها من فطرته و استعداداته المتميزة و المتفردة .
و المسلم به ابتداء أن الرجل و المرأة كلاهما من خلق الله .
و أن الله – سبحانه – لا يريد أن يظلم أحدا من خلقه ، و هو يهيئه و يعده لوظيفة خاصة ، و يمنحه الاستعدادات اللازمة لإحسان هذه الوظيفة .
======== و قد خلق الله الناس ذكرا و أنثى .. زوجين على أساس القاعدة الكلية في بناء هذا الكون ..
و جعل من وظائف المرأة أن تحمل و تضع و ترضع و تكفل ثمرة الاتصال بينها و بين الرجل .. و هي وظائف ضخمة أولا و خطيرة ثانيا .
و ليست هينة و لا يسيرة بحيث تؤدّى بدون إعداد عضوي و نفسي و عقلي عميق غائر في كيان الأنثى .
فكان عدلا كذلك أن ينوط بالشطر الثاني – الرجل – توفير الحاجات الضرورية و توفير الحماية كذلك للأنثى كي تتفرغ لوظيفتها الخطيرة ..
و لا يحمل عليها أن تحمل و تضع و ترضع و تكفل .. ثم تعمل و تكد و تسهر لحماية نفسها و طفلها في آن واحد .
و كان عدلا كذلك أن يمنح الرجل من الخصائص في تكوينه العضوي و العصبي و العقلي و النفسي ما يعينه على أداء وظائفه هذه ، و أن تمنح المرأة في تكوينها العضوي و العصبي و العقلي و النفسي ما يعينها على أداء وظيفتها تلك .
و كان هذا فعلا .. و لا يظلم ربك أحدا .
======== و من ثم زودت المرأة بالرقة و العطف ، و سرعة الانفعال و الاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة – بغير وعي و لا سابق تفكير – بل جعلت الاستجابة لها غير إرادية لتسهل تلبيتها فورا و فيما يشبه أن يكون قسرا .
و لكن قسر داخلي غير مفروض من الخارج ، و لذيذ و مستحب في معظم الأحيان كذلك ، لتكون الاستجابة سريعة و مريحة من جهة أخرى مهما يكن فيها من المشقة و التضحية .
صنع الله الذي أتقن كل شيء .
و هذه الخصائص ليست سطحية . بل هي غائرة في التكوين العضوي و العصبي و العقلي و النفسي للمرأة .
======== و كذلك زود الرجل – فيما زود به من الخصائص – بالخشونة و الصلابة ، و بطء الانفعال و الاستجابة ، و استخدام الوعي و التفكير قبل الحركة و الاستجابة .
لأن وظائفه كلها تحتاج إلى قدر من التروي قبل الإقدام ، و إعمال الفكر ..
و كلها عميقة في تكوينه عمق خصائص المرأة في تكوينها .
و هذه الخصائص تجعله أقدر على القوامة ، و أفضل في مجالها كما أن تكليفه بالإنفاق يجعله بدوره أولى بالقوامة ، لأن تدبير المعاش للمؤسسة و من فيها داخل في هذه القوامة ، و الإشراف على تصريف المال فيها أقرب إلى طبيعة وظيفته فيها
======== و لعل من هذه الدلائل أن الأطفال الذين ينشأون في مؤسسة عائلية القوامة فيها ليست للأب .
إما أنه ضعيف الشخصية بحيث تبرز عليه شخصية الأم و تسيطر .
و إما لأنه مفقود : لوفاته أو لعدم وجود أب شرعي .
قلما ينشأون أسوياء .
و قل ألا ينحرفوا إلى شذوذ ما في تكوينهم العصبي و النفسي ، و في سلوكهم العملي و الخلقي .
|