لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ
إن كانَ طولُ التنائي عنكَ يسليهِ ؛
سلِ الصبابة َ عنْ جسمي السقيم
ولا تسلْ سقامي فإنّ السقم يخفيهِ ؛
ولا تسلْ غير طرفي عنْ مدامعهِ
لا تأخذِ الماءَ إلاّ من مجاريهِ ؛
أشكو إلى اللهِ وجداً ظلتُ أكتمهُ
عنْ عاذلي ودموع العين تبديه
وخاطراً قد تمادى في غوايته
وزادَ حتى تمادى في تماديهِ
وصرفَ دهر أصابتني نوائبهُ
بكلّ سهمٍ منَ الأحداثِ تبريهِ ؛
سقياً لدعرٍ مضى لو كانَ ساعدني
حظي لكنتُ بهذا الدهرِ أفديهِ ؛
هذا الزمانُ الذي لاَ كانَ منْ زمنٍ
ولا سقاهُ منَ الوسميّ ساريهِ
ماتَ الوفاءُ وأبنلء الوفاءِ بهِ
فالمجدُ منْ بعدهم أقوتْ مغانيه ؛
فأينَ منْ يستحقُّ المدحَ مبتذلاً
للمالِ فيهِ فيوفينا ونوفيه
لهفي على غرَّ أبياتٍ مدحتُ بها
منْ لوْ هجوتُ لأرخصتُ الهجا فيهِ
لهفي على ثوبِ عزًّ نشرهُ عطرٌ
؛ ألبستهُ لشقائي غيرَ أهليهِ
وأفق نظمٍ تذيبُ الصخر رقتهُ
أطلعتُ فيه نجوماً منْ معانيهِ ؛
حبرته في بخيلٍ نقشُ درهمهِ ؛
اللهُ من أعين السؤال يحميهِ
الهبل/العصر الاندلسي
|