يحبهم و يحبونه ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
========{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه }المائدة.
فالحب و الرضى المتبادل هو الصلة بينهم و بين ربهم..الحب.. هذا الروح الساري اللطيف الرفاف المشرق الرائق البشوش ..
هو الذي يربط القوم بربهم الودود .
و حب الله لعبد من عبيده أمر لا يقدر على إدراك قيمته إلا من يعرف الله – سبحانه – بصفاته كما وصف نفسه ..
و إلا من وجد إيقاع هذه الصفات في حسه و نفسه و شعوره و كينونته كلها ..
أجل لا يقدر حقيقة هذا العطاء إلا الذي يعرف حقيقة المعطي .. الذي يعرف من هو الله .. من هو صانع هذا الكون الهائل .. و صانع الإنسان ! من هو في عظمته . و من هو في قدرته . و من هو في تفرده . و من هو في ملكوته ..
من هو و من هذا العبد الذي يتفضل الله عليه منه بالحب ..
و العبد من صنع يديه – سبحانه – و هو الجليل العظيم ، الحي الدائم ، الأزلي الأبدي ، الأول و الآخر و الظاهر و الباطن .
======== و حب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركها كذلك إلا من ذاقها ..
و إذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً هائلا عظيماً و فضلاً غامراً جزيلاً ، فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه و تعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها و لا شبيه .. هو إنعام هائل عظيم .. و فضل غامر جزيل .
و إذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً فوق التعبير أن يصفه ، فإن حب العبد لربه أمر قلما استطاعت العبارة أن تصوره إلا في فلتات قليلة من كلام المحبين .
و لا زالت أبيات رابعة العدوية تنقل إلى الحس مذاقها الصادق لهذا الحب الفريد و هي تقول :
فليتك تحلو و الحياة مريرة ...... و ليتك ترضى و الأنام غضاب
و ليت الذي بيني و بينك عامر ... و بيني و بين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ...... وكل الذي فوق التراب تراب
======== و هذا الحب من الجليل للعبد من العبيد ، و الحب من العبد للمنعم المتفضل يشيع في هذا الوجود و يسري في هذا الكون العريض ، و ينطبع في كل حي و في كل شيء فإذا هو جو و ظل يغمران هذا الوجود ، و يغمران الوجود الإنساني كله ممثلاً في ذلك العبد المحب المحبوب .
|