عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2018, 12:29 PM   #6
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي






من
وسائل علاج الاختلاف بين الزوجين
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد:

أخي المسلم : أختي المسلمة :

حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر
النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج .

إن من اهم ما يطلب
في المعالجه الصبر والتحمل ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول والتفاوت في الطباع
مع ضرورة التسامح و التغاضي عن كثير من الأمور ,ولا تكون المصلحه والخير دائماً
فيما يحب ويشتهي بل قد يكون الخير فيما لا يحب ويشتهي : قال تعالى (( وعاشروهن
بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا )) [1]
ولكن حينما يبدو الخلل ويظهر في الأواصر تحلل , ويبدو من المرأه نشوز وتعالٍ على
طبيعتها وتوجه إلى الخروج عن وظيفتها حيث تظهر مبادئ النفره , ويتكشف التقصير في
حقوق الزوج والتنكر لفضائل البعل , فعلاج هذا في الإسلام صريح ليس فيه ذكر للطلاق
لا بالتصريح ولا بالتلميح .


يقول الله سبحانه في محكم التنزيل (( والتي
تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن
سبيلا )) [2] يكون العلاج بالوعظ والتوجيه وبيان الخطأ والتذكير بالحقوق , والتخويف
من غضب الله ومقته , مع سلوك مسلك الكياسه والأناة ترغيبا و ترهيبا وقد يكون الهجر
في المضجع والصدود مقابلا للتعالي و النشوز , ولاحظوا أنه هجر في المضجع البيت وليس
أمام الأسره أو الأبناء أو الغرباء ,وليس التشهير أو الإذلال أو كشف الأسرار
والأستار , ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي يهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي
.


وقد تكون المعالجه بالقصد إلى شيء من القسوه والخشونه , فهناك أجناس
من الناس لا تغني في تقويمهم العشرة الحسنه والمناصحه اللطيفه , إنهم أجناس قد
يبطرهم التلطف والحلم فإذا لاحت القسوه سكن الجامح وهدأ المهتاج .


نعم
قد يكون اللجوء إلى شيء من العنف دواءً ناجعاً ولماذا لا يلجأ إليه وقد حصل التنكر
للوظيفه والخروج عن الطبيعه ؟

ومن المعلوم لدى كل عاقل أن القسوة إذا كانت
تعيد للبيت نظامه وتماسكه , وترد للعائله ألفتها ومودتها فهو خير من الطلاق والفراق
بلا مراء , إنه علاج إيجابي تأدبيي معنوي ليس للتشفي ولا للانتقام وإنما يستنزل به
مانشر , ويقوم به ما اضرب . وإذا خافت الزوجه الجفوه والإعراض من زوجها فإن القرآن
الكريم يرشد إلى العلاج بقوله : (( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا
جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير )) [3].


العلاج بالصلح
والمصالحه وليس بالطلاق ولا بالفسخ , وقد يكون بالتنازل عن بعظ الحقوق الماليه أ,
الشخصيه محافظة على عقد النكاح : " والصلح خير " الصلح خير من الشقاق والجفوة
والنشوز والطلاق .

أخي المسلم : اختي المسلمة

هذا عرض سريع و تذكير
موجز بجانب من جوانب الفقه في دين الله والسير على أحكامه , فأين منه المسلمون
؟.


أين تحكيم الحكمين في الشقاق بين الزوجين ؟ لماذا ينصرف المصلحون عن
هذا العلاج , هل هو زهد في إصلاح ذات أو هو رغبة في تشتيت الأسره وتفريق الأولاد ؟
إنك لا ترى إلا سفهاً وجوراً ,وبعداً عن الخوف من الله ومراقبته , وهجراً لكثير من
أحكامه وتلاعباً في حدوده .


أخرج ابن ماجه وابن حبان وغيرهما عن الرسول
صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مابال أحدكم يلعب بحدود الله و ويقول : قد طلقت قد
تراجعت , أيلعب بحدود الله وأنا بين أظهركم"
[4].



الحواشـــــــــي

1) سورة النساء, الآيه :19.

2)
سورة النساء, الآيه :34.

3) سورة النساء, الآيه :128.

4) رواه ابن
ماجه (2017) , وابن حبان في صحيحه (4265).

منقول من كتاب (( رساله إلى
العروسين )) وفتاوى الزواج ومعاشرة النساء لأصحاب الفضيله العلماء







 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس