عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2018, 07:32 PM   #1
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أقرب الناس إليك زوجتك، فلذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:





أقرب الناس إليك زوجتك ..
ورد في الأثر:
"أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم،
وما أهانهن إلا لئيم"

هذه رفيقة العمر، هذه شريكة العمر، ينبغي أن ترفق بها،

هي أقرب الناس إليك، وهي أولى الناس بحسن معاملتك،
وما مِن إنسان كامل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ
أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ
كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )
"متفق عليه"

هذا رفق بالإنسان، الإنسان بحكمة يسعد بزوجة من
الدرجة الخامسة، ومن دون حكمة، وعن طريق العنف
يشقى بزوجة من الدرجة الأولى، لذلك أكبر عطاء
إلهي الحكمة، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾

( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ) النبي الكريم يوصيك بالمرأة.
ومن أدق ما قرأت في قوله تعالى:
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾

قال بعض المفسرين: "ليست المعاشرة بالمعروف أن
تمتنع عن إيقاع الأذى بها، بل أن تحتمل الأذى منها".


هذا رفق بالإنسان، والبيت فيه لطف، فيه إلقاء سلام،
فيه ابتسامة: ( كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً )

"سند ضعيف"

كان يقول عن النساء:
( لا تَكْرَهوا البَناتِ، فإنَّهنَّ المُؤْنِساتُ الغالياتُ )
[ الحاكم والطبراني عن عقبة بن عامر
"سند ضعيف"

والحب تصنعه أنت بيدك، بابتسامه، بإلقاء سلام،
بالتسامح، وأحياناً بالمعاونة,
عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ:
ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه ؟
قَالَتْ:
( كان يكونُ في مهنةِ أهلِه تعني خدمةَ أهلِه
فإذا حضرتِ الصلاةُ خرجَ إلى الصلاةِ )
"صحيح"

كان يكنس داره، ويرفو ثوبه، ويحلب شاته، وكان
في مهنة أهله، فمعاونة الزوج برفق شيء رائع جداً،
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الخيرية في
البيت، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي )
"صحيح"

يمكن لأخلاق الإنسان خارج البيت أن يكون أن تنضوي
تحت مصلحته، بالتعبير المستعمل الآن ( بيزنس )،
لطفه وأناقته، وسلامه وابتسامته جزء من عمله، حتى
ينتزع إعجاب الناس، ويحقق مصالحه، لكن في البيت
لا رقابة عليه، لذلك بطولة المؤمن أن يكون في البيت
رفيقا بأهله، محتملاً لبعض الأخطاء، وما مِن شيء
يعكر الصفاء بينه وبين زوجته، يتسامح معها،
وتتسامح معه، قال تعالى:
﴿ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ﴾
وقال تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
من معاني هذه الآية: أنك تتقرب إلى الله بالتخلق
بكماله، الله عز وجل رفيق يحب كل رفيق، فمن
التخلق بكمال الله أن تكون رفيقاً، فإن كنت رفيقاً
كان الرفق وسيلة إلى الدخول على الله عز وجل،
تتقرب إلى الله بالتخلق بكماله، فإذا كان الله رفيقاً
بعباده فكن رفيقاً بمن حولك، وأقرب
الناس إليك زوجتك.


السيدة عائشة مرة حدثت النبي صلى الله عليه وسلم
فترة طويلة عن أبي زرع وأم زرع، وحدثته عن شجاعته
وكرمه، وأنه كان زوجًا نموذجيا، لكنها تأسفت أشد
الأسف حينما أعلمته في النهاية أنه طلقها، فكان عليه
الصلاة والسلام رفيقاً بها، فقال لها:
( يا عائشةُ ! كنتُ لك كأبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ،
إلا أنَّ أبا زرعٍ طلَّق، و أنا لا أُطلِّقُ )

"صحيح"

هذه الزوجة مَن لها غيرك ؟! أحيانا لا يحلو للزوج إلا أن
يمازح زوجته بشأن الزوجة الثانية والطلاق، هذا ليس
مزاحاً، بل يقيم هوة بينه وبينها، ويجرحها، أوقد يكسرها
بهذا المزاح، لذلك ترفّق بهذه المرأة التي
جعلها الله هدية لك.


إذًا: أكرموا النساء فو الله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن
إلا لئيم، إنهن مؤنسات غاليات. كان عليه الصلاة
والسلام إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً،
وكان في مهنة أهله.


وهذا نوع من الرفق، وكمال الإنسان يتبدى أوضح ما
يتبدى في بيته، وينبغي أن تكون بيوتات المسلمين جنة
بالود، ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان، فلو جئت بطعام
نفيس، لو أسكنتهم بيتاً فخماً، هم يريدون مودتك،
يريدون ابتسامة، يريدون الحب، والمرأة بالذات الحب
يغلب عليها، أطعمها طعاماً خشناً، وكن لطيفاً معها
أفضل ألف مرة من أن تطعمها طعاماً نفيسا ثم تقسو
عليها، والحب بيدك، وهناك مقولات يقولها العوام،
بعد فترة يألف كل منهما صاحبه، وينعدم الحب بينهما.


ومن سعادة المرء أن يحب زوجته، لأنها حليلته، ولأنها
أم أولاده، والأمر بيدك، الله عز وجل ما كلفنا ما نطيق،
قال تعالى:
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾

ينبغي أن تكون رفيقاً بنفسك ورفيقاً بزوجتك.




 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس