عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2017, 02:51 PM   #1
نفسي عزيزة


الصورة الرمزية نفسي عزيزة
نفسي عزيزة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 243
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 08-06-2020 (07:37 PM)
 المشاركات : 1,129 [ + ]
 التقييم :  91
لوني المفضل : Cadetblue
Q38 فوبيا الخوف من الرأي الآخر





بسم ربي و ربكم الله
أستعين و به

[ فوبـــيا الخوف من الرأي الأخر ] !

ثقافة نسف الآخر , ثقافة أربابها من أصحاب بعض الأفكار جاءت لـِ تنسف الأفكار الأخرى
مهما كانت و ذلك بهدف الانتصار لفكرها و هذا ليس هو الطريق الأفضل بالتأكيد
فاستماعي للأفكار الجديدة يعطي عقلي أفاق جديدة و كبيرة و ينمي مداركي الفكرية
ويغذيني بالقوة ولو كنتُ واحداً في مجموعة تختلف معي في الرأي فأنا من حقي كإنسان أن
أعارض و أنتقد بأدب و احترام و أن أطرح الكثير من الأسئلة و أفيد و أستفيد و استزيد .

و لكن نظام النسف للرأي الأخر .. حري بنا أن نصفه بنظام الغاب فالقوي ينتصر على الضعيف
و الضعيف عليه أن يموت ليعيش القوي وهنا تقتل التعددية الفكرية في المجتمع
ولا يستزيد من التجارب و الأفكار الجديدة مما ينافي الطبيعة الإنسانية و قد يؤدي إلى
جروب أهلية نتيجة الانغلاق العقلي الفكري الذي هو مرض يفتكُ بالكثيرين في مجتمعاتنا
حيثُ يكون المجتمع منغلقاً على نفسه قامعًا للحريات قاتلًا للأفكار محبطًا للأقلام
راميًا بقذائفه لكل مختلف معه في رأي أو فكرة .

و أسباب الانغلاق الفكري كثيرة منها :
الخوف من الفتنة لضمان وحدة الكلمة
و الخوف من التغيير و عدم الرغبة في التغيير
و تقديم العادات و العرف على التشريع
و التعود على الموروث و الخوف من نقده
و تمجيد رجال الدين و الانصياع لفتاويهم حتى لو كانت مخالفة للمنطق و العقل
و تقديس المنقول و رجاله .
و الجهل يثقافة الاختلاف الموجودة في فقه الأمصار حيث تختلف بعض الأحكام من بلد لآخر
و كذلك يوجد فقه الأزمان
و حديث أبن عباس: ( كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر)

وهذا يقضي على الإنتاج الإبداعي العقلي و يقتل الإبداعات العقلية في كافة المجالات
في الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع لـ المفكرين المبدعين
حيثُ أنهم ثروة كبيرة قومية تفيد المجتمع ولا تضره .
و جميل أن نجتمع مع المفكرين في نقاط و نساعد بعضنا بعضا لأننا كالبنيان و كالجسد الواحد
حيثُ تجمعنا الأمة الإسلامية و الدين الواحد فلا بأس أن تختلف معي في أمر أو أمرين
و تتفق معي في أمور أخرى هي تمثل القاعدة الأساسية

بهذا نحقق الوحدة الإسلامية و نملك ثقافة حسن الاستماع و حسن الخلق
كما دعا إليها ديننا الحنيف
فالإختلاف هو سنة من سنن الله في الأرض و هو رحمة أنزلت من رب العالمين على بني البشر
لتستمر الحياه ولو كانوا جميعاً سواء لملّ البشر من هذه الحياة
إذ كيف تكون الحياة ذات لون واحد و كيف نصبر على طعام واحد

قال تعالى :
( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلا لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)
فنحن أمرنا لنتعارف على بعض لا لنختلف مع بعض و علينا أن نحترم هذا المبدأ الرباني في الاختلاف و نتقبله
قال تعالى :
((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين )َ
و قال تعالى :
((أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))



أنتهى / أرحب بآرائكم


.


 


رد مع اقتباس