الموضوع: المرأة خطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2016, 01:30 AM   #3
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 03-25-2024 (11:19 PM)
 المشاركات : 10,149 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
افتراضي




لا شك أن فتنة المرأة عظيمة، بل هي أعظم فتنة, كما بيَّن ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
حيث قال: ( ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرِّجال من النِّساء ) ويشهد له قوله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ
حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء ), فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع, إشارةً
إلى أنهنَّ الأصل في ذلك ..

فلا شك أن المرأة حينما تخالف شرع الله سبحانه وتعالى، وتنحرف عن الصراط المستقيم تكون فتنة
للرجال ، وكذلك الرجال أيضاً عندما يخالفون شرع الله وينحرف عن الصراط المستقيم يكون
فتنة للنساء, ففي الحديث الصحيح:
( ما من صباحٍ إلَّا وملَكان يُناديان ويلٌ للرِّجالِ من النِّساءِ وويلٌ للنِّساءِ من الرِّجالِ )..

ولكن أعتقد من وجهة نظري بأن كاتب المقال التبس عليه ظاهر الأحاديث لقلة ثقافته ونقص
في فهمه بعموم النصوص في شريعتنا الغراء خاصة تجاه المرأة, وظروف إيراد هذه الأحاديث
والمناسبات التي قيلت فيها، أو لقلة خبرته وعلمه بالتراث اللغوي وقواعده التي تفسر بها نصوص
القرآن والسنة, فوقف عند ظاهر اللفظ دون أن يقف ويفقه مضمونه ومفهومه وما يوحي به
من دلالات تحددها قرائن الأحوال وعموم النصوص وطرقها التي يفسر بعضها بعضا ..

فالواضح من مقاله أنه صادر عن سوء الظن بجميع النساء وانتظار الفساد منهن, حيث جعل
جل تركيزه على الأحاديث التي ذكرها والتي فسرها بالاتهام والخطورة بفهمه المحدود ولم يلتفت
إلى الكثير من الأحاديث التي تبين فضل المرأة وقدرها والأستوصاء بها ..

فمثلاً في الحديث الثاني والثالث والرابع والذي وصف فيها النبي صلى الله عليه وسلم

عن رؤية أكثر أهل النار من النساء إنما هي حالات خاصة لنساء لهن صفات خاصة هي
التي جعلتهن أكثر أهل النار، وذلك لأنهن كما ينص الحديث بأنهن: "يكفرن العشير",
وليس تشريعاً عاماً لكل النساء, فليس من المنطق أن تعاقب كل أنثى لمجرد كونها أنثى،
فتكون غلبة جنس النساء على أهل النار لمجرد كونهن نساء وليس رجالا، فعدل الله عز وجل
يقتضي أن يحاسبن ويعاقبن بما كسبت أيديهن, كما وضح كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما قال: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء" فماذا قلل الأغنياء ..؟! إنه بما كسبت
أيديهم من أخذ مال حرام أو إنفاقه في حرام أو بخل به وحبسه عن وجوه الخير ..

فالواضح وما يتفق مع منطق العدل والإنصاف، أن المعيار ليس الذكورة والأنوثة، وإنما الإحسان
والإساءة والعوج والاستقامة والبر والفجور, قال تعالى: ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر
أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) ..

أما عن الحديث الآخر في قطع الصلاة في الحديث الخامس بالمرأة والحمار والكلب، فلهذا علل
مختلفة وإن جمعها سياق واحد؛ فالمرأة تقطع صلاة الرجل للانشغال بها لأنها مما يثير انتباهه
وقد يشرد به عن الصلاة، أما الحمار والكلب للرهبة منهما، ولا يفهم منه تساوي هذه
الأصناف الثلاثة في المنزلة ..

أما عن الحديث الذي جاء فيه ذكر الشؤم فأن الشؤم هنا ليس مطلقاً، إنما هو مخصص بحالات
وأحوال؛ فأسماء بنت عميس قالت:"قلت يا رسول الله ما شؤم الدار؟ قال: ضيق مساحتها
وخبث جيرانها، قيل فما شؤم الدابة؟ قال منعها ظهرها وسوء خلقها، قيل فما شؤم المرأة قال:
عقم رحمها وسوء خلقها" ,فالتشاؤم يالمقصود هنا يقصد به المرأة التي تحصل منها العداوة
والسوء، أما المرأة التي تبعث في النفس السرور والسعادة وتعين على الخير بطيب خلقها وحسن
سلوكها كما في الحديث: "خير النساء التي تطيع إذا أمر، وتسر إذا نظر، وتحفظه في نفسها وماله",
فمن النساء من لا يحصل من ورائها إلا النكد والشقاء، والحياة معها تكون بائسة تعيسة وهي
بهذا تكون مصدر الشؤم، ومنهن من تكون مصدر السعادة والسرور في حياة الإنسان فتخفف عنه
آلامه، وتحمل معه همومه، وتعينه على مشاكل الحياة. فهل تستوي هذه بتلك ..؟! وبهذا يتضح المراد،
وهو أن التشاؤم إن حدث من شيء فإنه يكون من المرأة ذميمة الخصال, سيئة الخلق, سليطة اللسان ..
ولا يتسنى هنا شرح الفقهاء والعلماء لجميع الأحاديث المذكورة وذكر المناسبات التي قيلت فيها
أو توضيح مفهومها, ولكن ما أود توضيحه بأن من اعتقد بأن الشر في هذه الدنيا مقصور على
النساء فهو جاهل، وقد أطلق الشارع على من ينسب المطر إلى النوء لقب الكفر، فكيف بمن
ينسب ما يقع من الشر إلى المرأة مما ليس لها فيه دخل ..

وحسبنا في شأن النساء وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهن:
( استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ
خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم ،..... ), وهناك الكثير من
الاحاديث التي يصعب حصرها والتي جاء في سياقها الإعلاء من قيمة المرأة واعتبارها, حيث إن
خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وليس فوق هذا من اعتبار، حيث جعلت المرأة أعظم ما يكنزه
الإنسان في دنياه من كنوزها حين تكون صالحة تقية ..

فالنساء والله هن زينة الدنيا ولا تحلو الحياة إلا بهن وهن شقائق الرجال ..

أختي العزيز .. نفسي عزيزة ..
أولاً أعتذر عن الإطالة ..
وثانياً .. أشكرك على طرح هذا الموضوع للنقاش وإبداء الرأي حوله ..
وسنكون دائماً في انتظار جديدك المميز ..


 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس