الموضوع: تصرّف كي أراك !
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2016, 08:04 PM   #1
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : يوم أمس (11:48 PM)
 المشاركات : 10,162 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
1004 تصرّف كي أراك !



تصرّف كي أراك !

بقلم الكاتبة: فاطمة بولعنان


#‏تكلّم_كي_أراك عبارة شهيرة قالها سُقراط حين أراد بها تركيز الاهتمام
على الجوهر لا على المظهر باعتبار أن الكلام مغرفة القلب ومرآة الباطن،
وجه البلاغة وواجهة الفكر، أو على الأقل كان كذلك في ذلك العصر
حينما كان الكلام كلاماً، نابعاً من القلب وآتياً من الصّميم، ينبعث من
الفؤاد ويصدقه العمل ..
...

أما اليوم فقد أضحى جزءاً من المظهر ذاته حينما تحوّل هو نفسه إلى ظاهرة
استعراضية تتطاير به فقاعات التحذلق ويطيش فيه ريق التصنع، وتتناثر عليه
المصطلحات الأكاديمية يمنة ويسرة أو تتقافز منه القوافي الزائفة و الأسجاع
الكاذبة أعلى وأسفل ..
...
جميعنا نتكلّم وجميعنا -حسب كلامنا- رائعون، نموذجيون جداً، ومثاليون
جداً جداً، تمتلئ حناجرنا بحديث حلو لا ينضب، وتغص صفحاتنا بكلام
حسن أعلاه مثمر أما أسفله فليس مُغدقاً على أي حال، والله أعلم بالأكمة
وما وراءها، فهل هذا هو الكلام الذي نتبدى به ويُظهر حقيقتنا ؟
بالطبع كلاّ !
فما دام الفعل غائباً، والسلوك شائناً، فسيبقى الكلام قاصراً عن التعبير عن
حقيقة المرء حتى ولو كان طاعناً في العلم ضليعاً في الأدب..
فالأخلاق والعمل بالعلم هما وحدهما من يقرّران هوّية المرء وكينونته ..
ولو عاش سقراط في عصرنا هذا..
عصر الثرثرة الفيسبوكية و ‫#‏التبلعيط_الإعلامي‬ حيث الكل يتكلم والكل
يقول لاختلف المقال تماماً كما اختلف المقام، ولقالها بملء الفم:
‫#‏تصرّف_كي_أراك‬

‫#‏كبُر_مقتاً_عند_الله‬




 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس