الموضوع: رسالة خلع
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2011, 10:50 PM   #9
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أختي الكريمة ( نفسي عزيزة ) تحية طيبة.. وبعد :

أدرك تماماً معنى ارتباط الرجل بأمرأة أخرى ، ووقع
ذلك الأمر على الزوجة الأولى التي تمثل في الأصل
المرأة الصالحة ، التي ساندت وبنت ووقفت في أحلك
الظروف مع شريك حياتها ليقف على قدميه ، وربما
تخلت عن بعض رغباتها لأجله ، وقد تكون فعلت ما
هو أكثر من ذلك في بناء مستقبله وتكوين حياته وكيانه
حتى أصبح يشار إليه بالبنان ..

فمثل هذا النوع من النساء - ولا أشك أنك أحداهن سيدتي
الفاضلة - هن أكثر النساء حسرة وألماً بالزواج الثاني
للرجل ..فلا غرابة فيما سطرتيه من مشاعر فياضة تقاسمتها
أحاسيس من الحزن والحسرة والغضب ..فهذا أمر طبيعي
في مثل هذا الظرف ... وهنا أذكرك بقول الرسول صلى الله
عليه وسلم : " عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن اصابته سراء شكر فكان
خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " رواه مسلم .

فلعل في الصبر - أختي الكريمة ، في هذه الحالة - الخير
والثواب من الله عز وجل .. وعلينا أن ندرك أن كل شيء
نصيب منه أو يصيب منا كله قدر ونصيب ، قد قدره الله
وكتبه علينا ... أفلا نرضى بقدر الله وما كتبه علينا أو لنا ؟؟؟!!! .

- نعم يبقى أمر زواجه الثاني من امرأة غير صالحة ، أمرٌ
مقلق ، ومما يزيد الطين بلة . فعندما يظهر للمقربين أن
هذا الزواج أشبه بالنزوة وأقرب من كونه قائم على تعقل
وروية ، فإن التدخل - في هذه الحالة بقدر المستطاع -
واجب على الأقرب فالأقرب حتى لا يكون لهذا الارتباط تبعات
أخطر في المستقبل ، فالإنسان ضعيف بطبعه ، وقد يُجهل
ظروف هذا الارتباط ... لكن التيقن والتأكد من ذلك أهم بكثير
من محاولة التدخل للمناصحة والإنكار ...

- ويبقى قرار ( الخلع ) .. اعذريني - أختي الكريمة - لو أبديت
رأيي الشخصي بالأمر .. ومع أني لا أعلم بالضبط ..هل الخلع
هذا، تعبير يصور ردت فعل مؤقتة ..بمعنى تهديد بالإنفصال ..
أم أنه أمر تسعين إليه عن جد وإصرار .. وهل تم تنفيذه وحدث
أم مجرد فكرة تراودك ... ففي كل الأحوال سأبدي رأيي بصراحة..

- فلو كان الأمر يخص أخت لي لنصحتها بعدم الانفصال ..خاصة
إذا كنت أعلم أن زوجها من معدن أصيل ، وطباعه حسنة ولا يعاب
في أمر من الأمور ... فزواجه الثاني أمر آخر لا يعد سبباً بحد ذاته
لطلب الخلع .. أو الطلاق .. أو حتى التمنع عنه مع رغبته ببقائها
واستعداده للعدل بينهما .. فإن قصر في ذلك فلكل حادث حديث حينها...

- فإن اجتمع مع زواجه الثاني سوء طبع أو تغير مفاجئ لا يحتمل
فهذا أيضاً له وضع آخر ...

- ثم لنفكر قبل هذا القرار .. ونأخذ بأقلهما ضرراً على الزوجة الأولى..
إما التسليم بالأمر الواقع والرضا به أملاً في صلاحه ، واستقامة الحال ،
وإما الانفصال ... فأيهما أقل ضرراً ؟؟. هذا جوابه عند صاحب الشأن.


أتمنى لك -أختي الكريمة - كل التوفيق والرشاد
وتقبلي مروري ..وعذراً للإطالة.


 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس