الإيمان بالآخرة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون } النمل .
و الإيمان بالآخرة هو الزمام الذي يكبح الشهوات و النزوات ، و يضمن القصد و الاعتدال في الحياة .
والذي لا يعتقد بالآخرة لا يملك أن يحرم نفسه شهوة أو يكبح فيها نزوة .
و هو يظن أن الفرصة الوحيدة المتاحة له للمتاع هي فرصة الحياة على هذا الكوكب ، و هي قصيرة مهما طالت .
و ما تكاد تتسع لشيء من مطالب النفوس و أمانيها التي لا تنال ثم ما الذي يمسكه حين يملك إرضاء شهواته و نزواته ، و تحقيق لذاته و رغباته ، و هو لا يحسب حساب وقفة بين يدي الله ، و لا يتوقع ثوابا و لا عقابا يوم يقوم الأشهاد .
======== و من ثم يصبح كل تحقيق للشهوة و اللذة مزينا للنفس التي لا تؤمن بالآخرة ، تندفع إليه بلا معوق من تقوى أو حياء .
و النفس مطبوعة على أن تحب ما يلذ لها ، و أن تجده حسنا جميلا ، ما لم تهتد بآيات الله و رسالاته إلى الإيمان بعالم آخر باق بعد هذا العالم الفاني .
فإذا هي تجد لذتها في أعمال أخرى و أشواق أخرى تصغر إلى جوارها لذائذ البطون و الأجسام .
======== والله – سبحانه – هو الذي خلق النفس البشرية على هذا النحو ، و جعلها مستعدة للاهتداء إن تفتحت لدلائل الهدى ، مستعدة للعماء إن طمست منافذ الإدراك فيها .
و مشيئته نافذة – وفق سنته التي خلق النفس البشرية عليها – في حالتي الاهتداء و العماء .
و من ثم يقول القرآن عن الذين لا يؤمنون بالآخرة :
" زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون "
فهم لم يؤمنوا بالآخرة فنفدت سنة الله في أن تصبح أعمالهم و شهواتهم مزينة لهم حسنة عندهم .
فهم يعمهون لا يرون ما فيها من شر و سوء .
أو فهم حائرون لا يهتدون فيها إلى صواب .
و العاقبة معروفة لمن يزين له الشر و السوء .
"أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون "
|