نَحنُ سُكانُ مُدنِ الضبابِ ،كلُ شئ عندنا يسْبحُ في الضبابِ ولا شئ واضحٌ ،لدرجة أنَ العالمَ لا يعلمُ بوجودِنا.إنَّنا نمْتلكُ ألفَ منزلاً،بينَ كل مَنزِل وآخر مساحةٌ ممتدةٌ كامتداد دهشَتِي مِنَ الأرضِ وابتَهالاتي للسَماءِ.نحنُ لا نمتلكُ رفاهيةَ الإجابةِ عَلي أسئلتِنا .. ولا تضميدَ الجراحِ العَتيقةِ علي أَكُفنا ، ولسْنا بصالحين إلي الحدِ الذي ينقشعُ معهُ الحجابُ عَنْ أبصارِنا ونري الضوءَ الذي يلوحُ من بعيد !! أو تٌرهَف أسماعُنا لنداءٍ خافتٍ بين صخبِ الريحِ !! ننتظرُ أنْ يولَد في مدينتِنا طفلٌ صالحٌ .. وأنا أجوبُ كلَ شوارعِ مُدنِنا لأبحثَ عَنْ أمِه .. وأقُبِلُ جبينَها ويديها في صمتٍ .. أو أنتظرُ أنْ يمرُ عابرٌ يسألُني "من أنتِ ؟ كم عُمركِ؟ وما الذي أتي بكِ ها هُنا ؟! " لا أستطيعُ الإجابةَ وأبكي .. فيأخذُني في يديه بَعد أن رأي كلَ مدنِ الضبابِ في عيني حُزناً !!
|