عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2022, 11:48 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي و نهى النفس عن الهوى ...





بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================


======== { و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } النزعات .

و الذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية ، فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم و الاستغفار و التوبة .

فظل في دائرة الطاعة .

و نهي النفس عن الهوى هو نقطة الارتكاز في دائرة الطاعة .

فالهوى هو الدافع القوي لكل طغيان ، و كل تجاوز ، و كل معصية ، و هو أساس البلوى ، و ينبوع الشر ، و قل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى .

فالجهل سهل علاجه .

و لكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها .



======== و الخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة .

و قل أن يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى ، و من ثم يجمع بينهما السياق القرآني في آية واحدة .

فالذي يتحدث هنا هو خالق هذه النفس العليم بدائها ، الخبير بدوائها و هو وحده الذي يعلم دروبها و منحنياتها ، و يعلم أين تكمن أهواؤها و أدواؤها ، و كيف تطارد في مكامنها و مخابئها

و لم يكلف الله الإنسان أن يشتجر في نفسه الهوى فهو – سبحانه – يعلم أن هذا خارج عن طاقته ، و لكن كلفه أن ينهاها و يكبحها و يمسك بزمامها .

و أن يستعين في هذا بالخوف .

الخوف من مقام ربه الجليل العظيم المهيب .

و كتب له بهذا الجهاد الشاق الجنة مثابة و مأوى .



======== إن الإنسان إنسان بهذا النهي ، و بهذا الجهاد ، و بهذا الارتفاع .

و ليس إنسانا بترك نفسه لهواها ، و إطاعة جواذبه إلى دركها بحجة أن هذا مركب في طبيعته .

فالذي أودع نفسه الاستعداد لجيشان للإمساك بزمامه ، و نهي النفس عنه ، ورفعها عن جاذبيته ، و جعل له الجنة جزاء و مأوى حين ينتصر و يرتفع و يرقى .


 


رد مع اقتباس