عدنا مجدداً ..
الأخ أبو سامي كفى ووفى بتعقيبه الطيب ..
وأضيف بأن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على المعلمين فقط, بل انتشرت
على غالبية موظفي الأجهزة والإدارات الحكومية الأخرى, حيث تعطى أولوياتهم
للانشغال بالهاتف وإهمال عملهم الرئيسي ..
فنرى كما تفضلت الأخت همس بأنه بدأت تظهر آثار إهمال المعلمين للدروس
والشروحات بسبب اهتمامهم وانشغالهم بأمورهم الشخصية الهاتفية ..
ونرى هذه الظاهر أيضاً عند مراجعتنا للدوائر الحكومية,, بينما ننتظر الدور
والموظف لايوجد على كرسيه مراجع سوى اعتكافه على هاتفه ومتى ما فرغ
من اعتكافه نادى برقم المراجع ..
ونراها كذلك في نقاط أمن الطرق بمراكز التفتيش,, نمر عليهم مرور الكرام
وهو مشغول بهاتفه غير مبال بعمله ..
ونرى ونرى ونرى ولا نقول حين نرى سوى:
" إلا حسبي الله ونعم الوكيل "
إن الهاتف الجوال من النعم التي أنعم الله بها علينا,, وهو في الأصل وسيلة
من وسائل الراحة بكل ما فيه من خدمات وتقنيات إذا استخدم على الوجه
الصحيح, ولكن من يتأمل حالنا اليوم يجد أن الجوال أصبح وللأسف عند كثير
من الناس شغله الشاغل على أمور تافهه وغير ذات أهمية ..
ولاشك أن العيب ليس في الهاتف ولا في خدماته وإنما في تلك الفئة التي
لم تتق الله وتعطيه كل وقتها واهتمامها وتهمل لب أعمالها, فتحول وللأسف
من كونه نعمة إلى كونه نقمة, ومن كونه وسيلة إلى كونه غاية, ومن كونه سبباً
للراحة إلى كونه سبباً في التعاسة والفساد ..
وأعتقد بأن الاقتراح الذي اقترحته أختي العزيزة همس المحبة اقتراح معقول
ومقبول وقد يجدي نفعاً في حال المدارس فقط وفي حال كان المدير حازماً
وغير متعاطف مع المعلمين ..
ولكن ماذا عن الإدارات الحكومية الأخرى ..؟!
أما عن اقتراحي أنا فأرى بأنه كما مُنع التدخين قطعياً بأمر سامي فيمنع حمل
الجوال قطعياً سواء في المدارس أو في الدوائر الحكومية ..
فتخصص للموظفين والمعلمين غرفة مجهزة بدواليب تحتوي على أدراج صغيرة
لها قفل توضع فيها الجوالات,, ولكل موظف درجة الخاص بالمفتاح لا يستخدم
الجوال إلا في وقت الراحة المخصص له ..
ويشدد على ذلك بالنقل التأديبي أو بالحرمان من الترقية أو أي عقوبات صارمة
على كل من يخالف هذا الأمر ..
للأسف الشديد فرحتنا بهذه الخدمات التقنية التي وفرت علينا الكثير لما
لها من إيجابيات رائعة, إلا أن ما نجده الآن من سلبيات فاجعة يجعلنا نقول:
ليتك تعود يا زمن الهاتف الثابت ..