دائماً الاعتدال في كل شيء ، هو خير الأمور
وأفضلها ... ومن هنا ، فإن هذه الخدمات التي
ذ ُكرت في الموضوع ، هي من باب ( مازاد عن
حده انقلب ضده ) بمعنى أنها مفسدة غير نافعة..
بغض النظر عن تأثيرها في محيط العمل ..
فتقنية الإنسان في عمله - أي كان ذلك العمل -
وإخلاصه فيه ، وشعوره بالمسؤولية هي صفات
لا توجد إلا في القليل من الناس ..
فالمعلم داخل الفصل ، ما كان ليسمح لنفسه
بالانشغال بالوتساب أو غيره لو كان لديه الشعور
بالمسؤولية تجاه عمله ومبدع فيه وصاحب جهد
وعطاء .. فالتسلية بأجهزة النقال قد تكون
ضرورية - بالنسبة له - لسد وقت فراغه داخل
الفصل ... الذي ما كان ليشعر به لو كان مخلصاً
في عمله حريصاً عليه ..
فما لاحظه الأخ / أبو سامي .. وغيره ممن له
أبناء في صفوف الدراسة ..لاحظته على اثنين
من أبنائي في المرحلة الإبتدائية وهي قلة عطاء
المعلمين ، وتكاسلهم في عملهم . ولا أظن
أن السبب الرئيسي ، هو الانشغال بتلك الخدمات
الاتصالية في الجوالات ، بقدر ما هو تكاسل
وعدم حرص على الأداء المثالي للدروس داخل
حجرات الدراسة ... لذلك أجد فرقاً كبيراً بين
إبنتي الطالبة في الصف الثالث ، وبين أخيها
في الصف الخامس .. فهي تأتي محملة
بالواجبات .. فتعمل بمساعدتنا على أدائها ..بينما
هو -في الغالب- ليس عنده شيء من ذلك ..
فالوتساب وغيره مما زادت الطين بله .. ومما
زادت الأعمى عمىً ..
فهي - بالفعل - منتشرة في جميع مواقع العمل،
وتشغل أصحابها خاصة إذا بالغوا في استخدامها..
نقلت لي إحدى قريباتي من داخل قسم الطوارئ
في أحد المستشفيات .. كيف أن إحدى الممرضات
- وهي تقوم بإعداد حقنه طبية - كيف كانت مرة
تنظر إلى جوالها لترد على رسائل الوتساب
وتتضاحك مع زميلاتها ، ومرة تنظر إلى برواز
الإبرة .. فقلت - في نفسي - : لن نستغرب بعد
هذا لو سمعنا بممرضة استخدمت إبرة لمريض
ليست له أو بغير الوصفة المناسبة.. ولا بأس
لو راح مريض ضحية الوتساب وغيره ... ولما لا
يكون متواجداً داخل غرف العمليات ..حتى تصبح
تلك الغرف مجازر وغرف تشريح ...يخرج منها
المريض إلى المقبرة على طول ..
لكن الخلل كل الخلل في ذلك هو ضعف الرقابة..
وسوء الإدارة ، والتخلي عن الدور الذي أمر به
الشارع الحكيم في قوله : ( كلكم راعٍ
وكلكم مسؤول عن رعيته ) ...فهذه هي العلة
التي استشرت وجرت علينا ويلات ومفاسد..
يعطيك العافية أختي / همس المحبة ..
على طرح هذا الموضوع الجدير بالنقاش ..
|